الشبكة طاشة
عندما كانت الخدمة المدنية خدمة مدنية لم يكن بإستطاعة اي موظف ان يقوم بمطالعة الجريدة أثناء ساعات العمل الرسمية ولو حصل وقام رئيسه بضبطه بالثابتة (قيامتو قامت) وأقل ما يمكن أن يتعرض له هو التوبيخ ومحاضرة في الإنضباط وإنو الوقت للعمل مش لقراية الجرائد .
وجاء عصر الهاتف النقال (الموبايل) والذي تحول بفعل شركات البرامجيات إلى جهاز حاسب آلي مصغّر يحمل كل البرامج، وعلى رأسها برامج التواصل الإجتماعي ذات الإمكانات التقنية الهائلة الشئ الذي جعل إستخدام الهاتف النقال (الموبايل) متفشياً من قبل الموظفين في اروقة الدوائر الحكومية في كل قطاعتها، حيث اصبح غالبية الموظفين العاملين في تلك القطاعات لا يستطيعون الاستغناء عنه
تمشي أي شباك أي مكتب أي تلاقي الموظف او الموظفة ماسك الموبايل و(السبابة) شغالة طالعه ونازلة تمسح بالطول والعرض على شاشة الموبايل ،هذا (المنظر) غير المسؤول ربما عايشه كل منا حين اضطرته الظروف إلى الذهاب الى مصلحة حكومية أو مؤسسة ما، ما أن تطلب من الموظف النظر بأوراق معينه لإنهائها، حتي يأتيك الرد بكلمتين «دقيقة بس» هذا الرد الذي يشير إلى انشغاله لكن الطامة الكبرى حين يكون صاحبنا مستغرقا في الحديث مع شخص آخر عبر الموبايل في أمر لا علاقة له بطبيعة العمل المكلف به!
وتكون مشكلتك مشكلة إذا كان سبب الانشغال هو مطالعة خبر ما أو الرد على صديق أرسل للتو رسالة على برنامج «واتس آب» أو غيره من برامج التواصل الاجتماعي الشهيرة أو لمتابعة آخر تقاليع الموضة عبر الانستجرام وخلافه بالنسبة لبناتنا الموظفات .
العبد لله يعتقد أن العروض المغرية التي تقدمها الشركات المختلفة سواء في ما يتعلق بالدقائق المجانية أو غيرها من الخدمات تعد واحدة من اسباب تنامي هذه الظاهرة بالإضافة إلى (البطالة المقنعة) التي تعاني منها مكاتبنا حيث يتكدس عدد كبير من الموظفين في مكتب واحد لأداء مهمة يمكن أن يقوم بها موظف واحد و(طبعن) علاوة على التسيب وعدم المراقبه من قبل رؤساء المكاتب .
في كل البلاد المتقدمة نجد ان الوقت للعمل فقط وهنالك ساعة للراحة وتناول الطعام يمكن للشخص أن يتحدث خلالها مع من يشاء ولكن عندنا (الموضوع مختلف) فالموظف عندنا يا (في الفطور) يا (في الصلاة) يا (مع الموبايل) وفي غير هذه الأوقات (فالشبكة طاشة وكده) !
من المؤكد ان وجود الموبايل مع الشخص في مكان العمل امر مهم فربما كان هنالك شيئاً طارئاً أو رسالة هامة يجب ان تبلغ له كمرض شخص او تعرضه لحادث وما إلى ذلك ولكن بالمقابل يجب ان لا يساء إستخدام هذا الجهاز بهذا الشكل الذي نراه الآن في المؤسسات والدوائر الحكومية .
مناسبة هذا المقال أن للعبدلله مراجعة باحدي (الدوائر) لدي إحدي الموظفات التي كانت منهمكة تماما في الحديث مع صديقتها :
– دي طريقة قديمة يا (سلمي) والله أوريكي ماسك يبيض ليكي بشرتك في دقيقة
..
شفتي تجيبي ليكي معلقة بودرة جونسون
.
آآيا بدرة جونسون بتاعت الأطفال الواااحدة دي
وتجيبي معاها معلقة موية ورد ومعلقة لبن ومعلقة دقيق ابيض ونص ليمونة وتخلطيهم وتمسحيهم في وشك .. وبعد 20 دقيقة تشطفيهم بي موية دافية
–
خيار شنووو .. والله ده عملتو حنان جارتنا لمن انا ما عرفتها
إنتي بس أعملي الماسك القلتو ليك ده وقولي (حفية قالت)
وبعد أن إنتهت (الست حفية) من برنامج (أناقتك يا سيدتي) وإنتبهت لوجودي قامت بوضع الموبايل علي المكتب وهي تبتسم قائلة :
الشبكة طاشة يا استاذ !!
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
يعني نجرب الماسك دا علي مسئوليتك يا استاذ؟
ههههههههههههههه
شدييييييييييد والله يا استاذ