ونلت ترقية من آنس إلى عريس
وعدت من رحلتي الأولى إلى لندن محملا بهدايا، مما لا عين سودانية رأت ولا خطر بقلب سوداني، وفي سنوات لاحقة زرت لندن واشتريت من أسواقها ملابس وأشياء أخرى، ولكن حتى بالنسبة الى لندن، كان الماضي أحلى والبضائع أجود، وعندي اليوم جاكتين اشتريتهما من لندن قبل أكثر من ثلاثين سنة، وما زالا في كامل لياقتهما وأناقتهما، ولا استخدمهما كثيرا خوفا على النساء من الفتنة، وبعد أن فرغت من توزيع الغنائم اللندنية حان موعد الانضمام الى إدارة التلفزيون التعليمي لإعداد وتقديم برامج لتعليم الإنجليزية، وما كنت ساعتها أدرك أن وزارة التربية والتعليم التي أوفدتني الى بريطانيا، قدمت لي هدية قيمتها 76825 أمثال الهدايا التي عدت بها من لندن، وهي أنها أهلتني للعمل في مجال التلفزيون، مما أعانني على تغيير مساري المهني وهجر عالم التدريس ودخول مجال الإعلام، ولحسن حظي كان التلفزيون السوداني يضم في جميع أقسامه كوادر عالية التأهيل تدربت في هولندا واليابان وبريطانيا وألمانيا ومصر، كما أنه لم يكن هناك ولا خيط رفيع، يفصل التلفزيون التعليمي عن التلفزيون العام، وهكذا وجدت نفسي أعمل في البرامج العامة، الثقافي منها والترفيهي، إلى جانب تقديم برامج تعليم الإنجليزية ضمن البرنامج العام.
ثم كان أمامي إكمال أهم مشروع في حياتي، وهو الزواج، وكنت قبل سفري إلى لندن قد عقدت قراني على سعيدة الحظ، أي أنني كنت متزوجا من الناحية الشرعية، ولكن بحسب العرف السوداني لا يحق لك مجرد الزعم بأنك متزوج لأنك «كتبت كتابك» على امرأة ما على يد مأذون وبحضور شهود عدول، بل لا بد من هيصة وزيطة وزمبليطة تستمر عدة أيام، حتى «ينخرب بيتك» وأنت تطعم خلق الله على مدى تلك الأيام، وحددنا موعدا لحفل الزفاف، ولكن وفاة عمتها وهي في ريعان الشباب جعلنا نؤجل الحفل لنحو شهرين، وحددنا موعدا جديدا، وقبل الموعد الجديد بنحو أسبوعين أتى خالي من شمال السودان الى الخرطوم للاستشفاء وأقام معي في البيت الذي كنت أستأجره في الخرطوم بحري، وتوفي بعد أسبوع من دخوله المستشفى، فكان لا بد من تأخير موعد الزفاف مجددا، ولكنني رأيت أن يكون التأخير مدة قصيرة، ولما قالت لي عروسي: عيب، لازم الزفاف يكون بعد فترة «معقولة» من وفاة خالك، فقلت لها إن كلمة معقولة من العقل والتعقل، ولو «كان فينا عقل» لما جعلنا زواجنا القائم شرعا رهينة لعُرف سخيف، وأضفت: ومن الخير لأهلنا أن نعجل بالمراسم قبل أن ينقرض بقيتهم.
وهكذا شاءت الأقدار أن نتزوج في شهر سبتمبر وهو نفس الشهر الذي وُلِد فيه كلانا، ونالت هي لقب سيدة ونلت بدوري ترقية من «آنس» إلى «عريس»، ودعوني هنا أتوقف قليلا لأتساءل: لماذا تحظى المرأة غير المتزوجة بلقب آنسة، وهي كلمة مشتقة من الأنس والمؤانسة مما يوحي بأنها تفقد الأنس والمؤانسة بعد الزواج؟ ولماذا لا يوجد لقب خاص بالشاب غير المتزوج، علما بأننا لا نصف رجلا بأنه أعزب ما لم يكن قد فاته القطار، أو لأنه تزوج وطلق أو ترمّل؟ والمرأة التي يموت زوجها توصف على الدوام بأنها «أرملة فلان»، بينما الرجل الذي تموت زوجته لا يوصف بأنه «أرمل فلانة». ثم لماذا يسمى الزوج «البعل»، ولا توجد صيغة تأنيث للكلمة؟ هل لأن الكلمة على وزن «بغل»، وبالتالي نهارك مش فايت لو ناديت زوجتك: يا بعلتي، لأنها سترفسك بلسانها وربما بالشبشب!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
العادات والتقاليد السودانية هي فعلا فيها القبيح والجميل؟والقبيح منها الكلام الكتير الذي يصاحب الزواج والاقبح منو انو الجرتق لازم يكون تاني يوم من الزواج ؟لية ياجماعه الزمن اصبح لا يستحمل المصاريف الكثيرة دة يعني شنو جرتق ويعني شنو شرب اورش اللبن؟وكذلك القبيح من العادات اذا مات شخص وانت خارج السودان انا أظن اتصلت معاه بالتلفون وعزيتو خلاص يكفي ولكن السودانيين لا يقبلوا اذا رجعت السودان لازم تمشي تعزئ من جديد ولي قامت الحروابات والعدوات عليك وعلي اهلك لماذا؟