فدوى موسى

حناك!

[JUSTIFY]
حناك!

لم يكن يوماً يتلفت لاستدعاء الكلام.. فالموهبة عنده تعدت حدود الممكن حتى أنهم صاروا ينادونه بالحناك.. تتداعى إليه المفردات معانيَ وادراكاً.. بدءاً كان نبيلاً في ثنائيته مع الكلام ولكنه لاحقاً اكتشف «أنه يمكنك أن تأكل بحنكك وكلامك».. انفرج الباب أمامه.. تحنك في الحي فادخلوه اللجنة الشعبية.. تحنك أكثر قفز إلى منصب مهم بالمحلية أبدع وابتدع في طراوة اللسان فقفز إلى الولاية.. لم يأخذ وقتاً طويلاً ليعبد طريقه إلى المناصب الاتحادية.. فهو الآن يعرف كيف يأكل باللسان.. مع اختلاط جميل بروح المرح والفكاهة.. وجد نفسه في منصب حساس جداً وآن أوان الجد.. لم تكن جعبته مليئة بالحلول والبدائل ولم يكن حلو الكلام يسعفه للخروج بحلول محسوسة.. فالناس في هذا المنصب لا تكفيهم طراوة اللسان.. فهل ينجح الحناك في الأمر؟؟

٭ سنية الدنيئة!!

امرأة لكل مواسم النفاق والملق.. تدخل من أبواب ناعمة لتتحكر وسط المجلس وتقوده لحديث هواها ومزاجها.. الرجال والنسوة من ورائها بلهاء ينقادون بكل سذاجة الجهل أو عدم الإدراك.. تدخل إليهم بالكلام الكبار الفضفاض وتحجيهم بما تهوى أنفسهم لتنتزع منهم ما تريد من مال وأبهة.. لتقفز من ابنة العامل الكادح صاحب الزهد والنبل إلى الغنية المترفة تمسح آثار بؤس غابر.. لا غضاضة عليها في ذلك، ولكنها في جشعها المحتوم لا تعرف حدود الآخرين وتتعدى كل الحواجز وتقفز كما يقفز اللاعب الماهر بين المتاريس.. ثم تخطب ود الدناءة أملاً في المزيد والمزيد ولسان حالها «أريد أكثر..» حقاً هي «سنية الدنية» كما تقول عنها صويحباتها الكادحات.

٭ حُوّار غلب شيخو!

في زمن انكماش مساحات الاندراوة والانبراش خلف الشيوخ.. يعلو شأنه وهو ذلك الذي كانت كل مهامه تنظيم ادخال الوافدين للشيخ للتبرك وملزمة التشاقي ببعض طقوس النفس ورذاذ الريق.. يحرسهم عند الباب ويتواءم مع الشيخ في طرق اكتشاف علة كل مريضة، ومسألة كل سائل، وحاجة كل «محتاج» ليقدم إليه يسبق القادم في شفرة يفهمها هو شيخه.. ثم يستغل مرض شيخه ويقوم بمهامه حتى إن عاد الأخير وجد أن الناس قد زهدوا فيه.. فهو لم ينفع نفسه في مرضه.. ويتوجهون بكلياتهم إلى هذا القادم من «حوارة الشيخ».. فينقلب السحر على الساحر.

٭ آخر الكلام

هذا اللسان.. هذا الحصان.. الجم الأذى يمكن أن طريقه مقروناً به.. وتسامى عن الصغائر فهذه الدنيا أكثر تفاهة مما تتخيل.. «يا لطيف يا حناك ويا سنية ويا الحوار الغلب شيخو»..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر