داليا الياس

سماسرة النيل الأزرق


[JUSTIFY]
سماسرة النيل الأزرق

لا أحد ينكر الحيز الواسع الذي تشغله قناة النيل الأزرق الفضائية في خارطة الإعلام المرئي ووجدان الإنسان السوداني أينما وكيفما كان!

ولست ممن يبرعون في فنون النقد بالقدر الذي يؤهلني لتقييم قدرات المذيعين والمذيعات بعين حصيفة فاحصة.. ولكني بصفتي مشاهدة عادية لا أذيعكم سراً إن قلت إنني لدي الكثير من التحفظات على أداء المذيع (أمجد) الذي أراه يفتقر للموهبة والكاريزما – حسب وجهة نظري الشخصية – ولا أستمتع بأدائه في أي برنامج على الإطلاق! وكثيراً ما تساءلت عن سر احتفاظ إدارة القناة التي أعرف عنها الحياد بهذا المذيع السمج الممل؟!

وإذ به يزيد الطين لدي بلة.. ويرد اسمه بوضوح في تلك القضية التي شغلت الساحة مؤخراً عن امتهانه (السمسرة) في الفنانين الشباب واستغلالهم وبذل الوعود البراقة الزائفة لهم!!

فمن هو هذا الأمجد حتى يتسنى له بين ليلة وضحاها امتلاك شركة مبهمة المصدر والنشاط، ويبدأ في استدراج الفنانين الشباب بدعوى رعايتهم وإقامة الحفلات العامة والخاصة لهم وتقديمهم عبر كل الوسائل الإعلامية في حوارات مختلفة تساهم في (تلميعهم) وإبرازهم في جميع الساحات؟! بل وذهب أكثر من ذلك ووعدهم حتى باختيار ملابسهم وطرازها وشكل الطلة المطلوبة!!

وقد ورد بعدد من الصحف الزميلة خبر خلافه الأخير مع الفنان الشاب (معاذ بن البادية) الذي يطالبه المدعو أمجد بمبلغ 50 ألف جنيه عبارة عن رسوم 5 أشهر من الخدمة المفترض أن يقدمها له من خلال العقد المبرم بينهم بواقع 10 ملايين عن كل شهر!!

وبغض النظر عن هذه البدعة الدخيلة التي استنها ذلك المذيع المحتاج هو أيضاً لتلميع، فإن الوقائع الواردة تشير إلى أنه وطيلة هذه الأشهر لم يلتزم بتقديم الخدمة المتفق عليها.. واكتفي بإقامة حفل جماهيري للفنان الشاب بدولة الكويت قبل أشهر، ولم يعطه أجره عنها حتى الآن.. كما أنه قدمه عبر لقاء تلفزيوني يقع ضمن خارطة برامج قناة النيل الأزرق المعتادة دون أن يجتهد المذيع وشركته في ذلك!!

فما معنى أن يطالب سمسار الفنانين هذا بمبلغ مالي كبير مثل الوارد ذكره، وهو يعلم تمام العلم أن ذلك الفنان الشاب لم يحقق مستوى الدخل الذي وعده به ولم يلتزم هو وشركته بإنفاذ الوعود التي بذلها له؟

والمعروف أن معاذ بن البادية من الفنانين القنوعين الهادئين في الساحة الفنية.. ومن الواضح أنه قد تعرض لخدعة كبيرة ذات أبعاد قانونية لا تعفيه من مسؤولية توقيعه لذلك العقد محل الخلاف مع أحد السماسرة المبتدئين الذي أخرج بالمقابل اسم القناة إلى سطح الأحداث كونه لا يملك من التعريفات سوى أنه مذيع بقناة النيل الأزرق ويظل دونها نكرة!!

لقد وجدتني مدفوعة للكتابة في هذا الموضوع بعيداً عن اللونية التي عرفت بها كتاباتي لأعلن استنكاري لمثل هذه البدع الدخيلة على ميادين الإبداع ولأتساءل بالمقابل عن دور النيل الأزرق التي زج بها في هذه الرواية، علماً بأن معدل المصداقية التي سيؤثر بها أمجد على ضحاياه مكتسبة من انتمائه لهذه القناة الرائدة فحسب! ولأهمس في أذنه وأذكره أن الإعلام رسالة وأخلاق لا فواصل فيها بين نجوميتك!! وشخصيتك الحقيقية ومن المؤسف أن تطالب بما لا تستحقه وتلغي ضميرك واحترامك من أجل تحقيق مكاسب مادية ضئيلة مهما ارتفعت قيمتها!!

ثم ما الداعي أن يلجأ الفنانون لمثل هذه الشركات في ظل واقعنا السوداني الذي لم يرق بعد لمستوى صناعة النجوم التي تحتاج لوعي والتزام وذكاء قد لا تتوفر لأحدنا طالما لا نزال نسعى فقط لتحقيق المكاسب المادية على حساب كل القيم والإنسانية؟! وعجبي!!

تلويح:

ترى.. لماذا يعمد بعض أدعياء النجومية لإقحام أنفسهم في مجالات لا تتوافق مع إمكانياتهم المحتاجة أساساً لتطوير؟! (التركيز مطلوب يا حبوب)!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي