أبشر الماحي الصائم

لجميع الأذكياء فقط

[JUSTIFY]
لجميع الأذكياء فقط

كلنا يفعل ذلك من أجل الوطن.. حتى الحركات المسلحة تدمر وتشرد وتقتل من أجل الوطن.. وتقول إنها تناضل من أجل حياة كريمة للشعب والوطن.. يسافر السيد الإمام المهدي إلى فرنسا ويحاور ويعاهد ويوقع وثيقة هائلة من أجل الوطن.. وأحزاب اليسار ترفض الذهاب إلى طاولة الحوار الوطني حتى لا يضار الوطن.. وتهضم وتهدر حقوقه وحظوظه في مضمار الديمقراطية والحرية! وهل تعرفون حزبا أو حركة أو فصيلا أو جماعة لا تعمل ما تعمل من أجل الوطن.. وأما المؤتمر الوطني فيكفى إن اسمه مقروء ومقترن بالوطن، وهو بطبيعة الحال يعمل لأجل استقرار الوطن.. فمن كان منكم بلا وطنية ووطن فليرمها بحجر.. وقديما قال الفيتوري ..

دنيا يملكها من لا يملكها

أغنى أهليها سادتها الفقراء

الخاسر فيها من لا يأخذ ما تعطبه على استحياء

والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء

على أيام الرقابة القبلية سيئة الذكر.. كتبت يومها مقالا (لأجل الوطن).. أي والله.. تحت عنوان (دولة الكسرة والانكسار) يقوم على فلسفة بسيطة تقول بأن نصنع الكسرة ولما نشبع ننكسر لله رب العالمين.. أتدرون ما الذي حدث؟ فلقد حجب ذلك المقال في ذلك اليوم ولأجل الوطن !

أسوق هذه الرؤى والأفكار بين يدي معاقبة صحيفتنا (اليوم التالي) أمس الأول لأنها اقترفت عملا ضد الوطن حسب تقديرات الأجهزة الأمنية.. وتكمن الدهشة والمفارقة في أن الأخ الزميل عادل الباز، وهو يتكبد المشاق بالسفر والترحال إلى أديس أبابا.. ومن ثم يرابط ويساهر ويصابر من أجل أن يصطاد القادة الموقعين على الاتفاق الذي باركته الحكومة قبل الآخرين.. كان الصديق الباز حتى تلك اللحظة يعتقد أنه قد عمل عملا وطنيا شاهقا باهظا لم يسبقه عليه أحد من الأولين والآخرين.. وأنه لا محالة سيكتب في سجلات الوطن من الخالدين ويسرقي في مدارج الوطنية إلى أعلى عليين.. لا أن يقابل بجريرة “أن يسرق فقد سرق له أخ من قبل”! فأسرها الباز في نفسه مستعصما بقيمة “والله المستعان على ما تصفون”..

رأيت أن أقول إننا بحاجة ماسة وعاجلة إلى رسم خريطة وطنية واضحة المعالم.. فلا يعقل وبعد أكثر من عقد من العمليات التدميرية والتخريبية في إقليم دارفور.. التي راح ضحيتها عشرات الآلاف بيت قتيل ونازح ونازف وشريد.. ونحن في أجهزة الحكومة والصحافة نقول (الحركات المسلحة) ولا نجرؤ على الجهر بمصطلح (الحركات المتمردة)! ذلك على سبيل المثال.. وهي مفارقة ترقى إلى جدلية جدنا المرحوم الشاعر العبادي “السواها طه أكبر على محراه.. زول خاف جرى تجري القبيلة وراه”.. رأيت أن أقول إن الذي فعله الأخ الباز أقل مليون مرة من الذي يفعله الآخرون ضد الوطن وباسم الوطن ويحيا الوطن.. تصبحون على خير ..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]