النيل الأزرق.. قضية متوقعة

* لم يفاجئني أبداً خبر شروع شركة (دلة البركة) المملوكة لرجل الأعمال السعودي الشيخ صالح الكامل في اتخاذ إجراءات قضائية في مواجهة شريكها تلفزيون السودان القومي في شخص مديره العام محمد حاتم سليمان بخصوص بيعها (54%) من أسهمها في شركة قناة النيل الأزرق لشركة سونان للإعلام، وذلك بغية تمكين شركة دلة البركة (المشتري الجديد) شركة سونان للإعلام من الأسهم وتثبيتها لمصلحتها بجانب الدعوة لعقد اجتماع لمجلس إدارة الشركة ومراجعة الأوضاع فيها وذلك طبقا لما جاء أمس في توضيح مدير شركة سونان الزميل الحبيب الطاهر حسن التوم .!!

* ليس لدينا جديد لقوله لأننا باختصار توقعنا قبل أكثر من أربعة أشهر أن يصل الأمر إلى هذا الطريق المسدود، وشرحنا الأسباب بتفصيل كامل، ودعونا من باب التذكير، نقرأ بالحرف الواحد ما كتبناه عبر هذه المساحة يوم 24/5/2014

……………………..

* يتململ مدير الفضائية السودانية و(رئيس مجلس إدارة قناة النيل الأزرق) محمد حاتم سليمان على مقعده الوثير داخل (حوش التلفزيون) لتتصاعد وتيرة غضبه (حتى تصل الصحف)، بينما يتطاير الشرر من عينيه في كل اتجاه، وكل من هم حوله ألجمتهم الدهشة للحالة التي اعترت الرجل (وإذا عُرِف السبب بطل العجب) ..!!

* باع رجل الأعمال السعودي الشيخ صالح الكامل أسهمه في قناة النيل الأزرق البالغة نسبتها (54%) – رغم جدل التلفزيون حول 5%- وهذا من حقه، فيا ترى لماذا يغضب محمد حاتم لدرجة أن مدير القناة حسن فضل المولى الذي يزِن كل كلمة قبل أن يتفوه بها يقول للرأي العام إن “سعادة” رئيس مجلس إدارة القناة غاضب لعدم استشارته في (الصفقة)، مع أن حسن نفسه قال إن صالح الكامل عرض أسهمه للبيع منذ سنوات خلت!!

* لم يتقدم محمد حاتم (مُفوضاً عن التلفزيون “المخنوق ديون” أو ممثلاً لنفسه) لطلب شراء أسهم شريكهم في القناة.. سنوات والرجل يبحث عن مُشترٍ وأكثر من راغب طرق بابه ولم يصل لاتفاقٍ، وبالطبع لم يكن (صديق ودعة) آخر الراغبين.. مضت الأيام والأسهم (معروضة)، ومحمد حاتم يُحكِم قبضته الحديدية على القناة التي باتت (بقرة حلوب) تصرف على كثير من مشاريع و(شطحات) تلفزيون السودان (الغارق في المطالبات حتى أُذنيه).. وقفت القناة الرابحة (محلك سر) ولم تتطور أفقياً أو رأسياً، ولا تزال تنتج برامجها طوال هذه السنوات من داخل (أستديو يتيم) مع أن كل المشاريع بمرور الأيام تنمو وتكبر (وأسهم شيخ صالح معروضة في سوق الله أكبر) ..!!

* حملت الأنباء خبر شراء رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني لأسهم صالح الكامل (المعروضة للبيع منذ زمن طويل) فجنّ جنون محمد حاتم، وبدأ الحديث عن (المشاورة وقانون الاستشارة وهواجس الربح والخسارة)..!!

* قال مدير قناة النيل الأزرق إنهم يعرفون أن شيخ صالح يريد بيع أسهمه، والتلفزيون لم يتحرك للشراء مما يعني أنهم غير راغبين ومن حق الرجل أن يبيع لمن يشاء.. (فيا ترى أين الخلل وما سر الزعل)..؟

* كل المعطيات تشير إلى أن اعتراض محمد حاتم على (المُشترِي) لا (الصفقة)، والمؤلم حقاً أن المٌشترِي الذي وضع يده على الأسهم (شريك وطني) معروف بقدرته المالية وكان الأحرى الاحتفاء به باعتبار أن القناة أضحت (سودانية التمويل والملكية)، والأكثر إيلاماً أن حاتم فقد السيطرة على أعصابه لدرجة تسريب (مشاعره المأزومة) للرأي العام!

* طالما أنه تم إبرام الصفقة واكتملت عملية البيع والشراء فلا قيمة (أخلاقية أو قانونية) للاعتراض الآن ..!!

* إذا لم يُخطِر (الشريك البائع) محمد حاتم بالمُشترِي وهويته، ولم يكن راغباً في الإفصاح عن الصفقة قبل إكمالها، ولدى محمد حاتم تحفظ فليقله لشريكه القديم إن وجد عنده انتباهة وإصغاء، وليعلم أن المشتري (الذي دفع دم قلبه) همه الآن إعادة الصياغة والوقوف على التفاصيل حتى ينطلق العمل، ولا وقت له ليهدره في الخواطر و(الجقلبة والزعل)..!!

* الحديث عن الأسهم ونسبها ينبغي أن يتم حسمه بواسطة المسجل التجاري لا على صفحات الصحف، وسمعة واسم ومكانة الشيخ صالح الكامل لا أظنها تسمح له ببيع ما لا يملكه ..!!

* لماذا يرفض محمد حاتم (الشريك الوطني) ويُصِّدر مشاعر عدائية تصل مرحلة الإفصاح عن عدم الاقتناع بالصفقة وإظهار عدم رغبة في التعاون مع أُناس أشتروا بحر مالهم؟؟.. وهل وجود (شريك وطني) مستقر بالخرطوم وقريب من تفاصيل القناة سيحد من نفوذه ويٌقلل من سطوته، ويا ترى إذا ثبت رسمياً أن لشيخ صالح (54%) فهل سيقبل (الشريك الجديد) المالك لأكثر من نصف الأسهم بجلوس محمد حاتم على كرسي (رئيس مجلس الإدارة) خاصة وأن كثيراً ما تردد من قبل حديث مفاده أن الشيخ صالح الكامل هو رئيس مجلس إدارة القناة منذ إنشائها و(مدير التلفزيون بوصفه شريكاً) رئيس تنفيذي بحكم

وجوده قريباً من المؤسسة..؟؟

* محمد حاتم مطالب بعقد مؤتمر صحافي لشرح كافة التفاصيل لأن الأسهم التي يُشرِف على إدارتها ليست ملكه إنما (ملك حُر لنا نحن دافعي الضرائب) وهو مجرد شخص مسؤول عنها بحكم وظيفته ..!!

نفس أخير

*ولنردد خلف الراحل عمر البنا :

يا زهرة الروض الظليل جاني طيبك

مع النسيم العليل زاد “وجدي”

نوم عيني أصبح قليل