احلام مستغانمي
ازمة الصمت !
لا أحد يثرثر هنا. حتّى الجدران التي كانت تهذي بالقتلة، أصابها الخرس، مذ طليت بماء الكلس.
أحزنني أنّ القرويِّين الذين كانوا يحتفون بالغرباء أصبحوا يخافونهم. والذين كانوا يتحدّثون إليهم، ويتحلَّقون حولهم في السبعينيّات أصبحوا يقفون ببلاهة ليتفرَّجوا عليهم، وكأنّهم قادمون إليهم من عالم آخر، حتّى إنّك لا تدري بماذا تكلِّمهم. لكأنَّ لغتهم ما عادت لغتك، بل هي لغة اخترعها لهم القهر والفقر والحذر. لغة المذهول من أمره مذ اكتشف قدره.
التضاريس هي التي تختار قدرك، عندما في زمن الوحوش البشريّة تضعك الجغرافية عند أقدام الجبال، وعلى مشارف الغابات والأدغال. أنت حتمًا على مرمى قدر من حتفك.
في عزلتهم عن العالم، أصبحت لسكّان تلك القرى النائية ملامح واحدة، يُدفنون جميعهم في اليوم ذاته، إثر غارة ليليّة تختفي بعدها من الوجود قرية كاملة .
من ” عابر سرير”
[/JUSTIFY]
الكاتبة : أحلام مستغانمي