عبد اللطيف البوني

ورجعوا بسلامتهم


[ALIGN=CENTER]ورجعوا بسلامتهم[/ALIGN] بمناسبة قول الخبير المصري ان السد العالي تسبب في كثرة توالد الفئران في مصر لأنه تحكم في الفيضانات التي كانت تغمر الاراضي شمال اسوان وتقتل الفئران، وحذر الخبير من الطاعون الذي قيل انه ظهر في ليبيا سوف ينتشر في مصر بسرعة لكثرة الفئران. بهذه المناسبة تقول الطرفة ان القط عاد من الحج فأرسل الفأر ابنه كي يبارك له الحجة ويرى ان كان الحج قد غير من سلوكه واقلع عن اكل الفئران، فذهب ود الفأر فلما رآه (حاج الكديس) من بعيد فج صفوف المهنئين واتجه اليه وهو يقول (حبابك حبابك ياود اب راسا حلو)، فما كان من ود الفأر الا ان ولى وهارباً وعاد الى ابيه ليخبره ان القط قد عاد وهو على نفس عادته القديمة ولم يتغير (يعني الحال ياهو نفس الحال).
هذه الرمية نهديها لشريكي الحكم العائدين من واشنطون فقد كنا نظن وليس كل الظن اثم انهما بعد ملمة واشنطون الدولية قد عادا اكثر وئاماً واكثر تقارباً واكثر اتفاقاً ولكنهما للاسف قد عادا على ذات تشاكسهما بل أسوا اذ لم يصدر انهما اتفقا على أي شي ويبدو لي انه لمجرد حفظ ماء الوجه تقرر مواصلة الحوار في الخرطوم في يوليو القادم وفي جوبا في اغسطس القادم (الخرطوم وجوبا كانن وين قبل الذهاب لواشنطون)؟؟
كانت ملمة واشنطون غير مثمرة لأن الشريكين ذهبا اليها بأجندة مختلفة، فالوطني يرى في الدعوة خطوة مهمة وغير مسبوقة من الادارات الامريكية المتعاقبة لأن تلك الادارات كانت (خاتا نقرها من نقره) لذلك كانت الدعوة لزيارة واشنطون منعطفا في علاقته مع امريكا، فطبيعي جدًا ان يلبي الدعوة وهو (مبسوط اربعة وعشرين قيراط)، اما الحركة فقد ذهبت كي (تلعب قشاش لتشتيت أي محاولة تطبيع بين الخرطوم والادارة الاوبامية الجديدة) لا بل كانت مصرة مع بقاء العقوبات والضغوطات. على العموم وصفت الحركة محادثات واشنطون بالفشل أو على الاقل عدم الجديد بينما المؤتمر رأى فيها جديداً، فالواضح ان أياً من الطرفين نظر للموضوع من الزاوية التي تخص هدفه الذي ذهب من أجله، أما اتفاقية السلام فالمسكينة (الله يكون في عونها).
ليت الامر توقف بعد العودة على الخلافات القديمة من احصاء وترسيم حدود وابيي وقانون انتخابات وقانون تقرير مصير وكل هذه الاكليشيهات التي اصبحت معروفة، فقد اضيف للشغلانة اجندة خلافات جديدة فالاستاذ احمد ابرهيم الطاهر رئيس البرلمان قال انهم سوف يشددون على ان يكون قانون الاستفتاء صعباً حتى لا ينفصل الجنوب بعبارة أخرى لن يسهلوا انفصال الجنوب بوضع عراقيل قانونية (عديل كدا يامولانا؟ دا كلام شنو دا؟؟) لا شك ان هذا تصريح خطير لانه يعني الالتفاف على ما اعطته الاتفاقية للجنوب من حق تقرير مصير، نعم كلنا نتمنى ان يظل الجنوب في حضن الوطن ولكن (ما بالطريقة دي)، أما الأستاذ باقان اموم فقد وصف تصريحات الطاهر بأنها لعب بالنار وتدل على عقلية توسعية وان شعب جنوب السودان سيستخدم الوسائل كافة لانتزاع حقه في تقرير مصيره (ما قلت وحدوي خسارة تربية قرنق وكوبا)، أما في جوبا فقد اصبح الكلام عن حق الجنوب في اسم السودان وفي مشروع الجزيرة والسكة حديد وميناء بورتسودان (ماتنسوا الديون كمان) وبرضو الحاج حج وجا و……….. ماخلا!

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 30/6/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. يعطيك الف عافية استاذنا الرائع البوني… دائما ما تصيغ مقالاتك السياسية بطريقة ممتعة رغم اني ما زولة سياسة لكن والله بحب اتابعها عبر مقالاتك لسلاستها وبساطتها وجمال اسلوبك الساخر… وفعلا زي ما قلت الله يهدي سرهم الأخوة الاعداء

  2. الاخ البوني
    الشريكان لا يستعمان لاي نصح وانا والله صادقا لو يترجلان ويحفظا لهذا البلد فقط بقاءه ناهيك عن الوحدة التي اصبحت ترفا
    حكاية الحركة ومحاولتها عدم وجود اي تقارب بين واشنطون والوطني ومطالتها بابقاء العقوبات تذكرني بحكاية عجبني للمرقوت!! والحكاية ملخصها ان امراة عذبتها البراغيث (المرقوت )كثيرا
    ولم تجد معه كل محاولاتها للتخلص منه وفي يوم من الايام شبت النار في قطية القش التي تسكن عليها وتجمهر الناس لاطفاء النار فوقفت هي تتفرج ثم قالت في جزل :عجبني للمرقوت
    ولا اريد تفصيلا وتسمية اطراف القضية لاسقاطها على هذا المثل ولكن شئ واحد انا متاكد منه تماما وهو ان الفطية هي السودان ولك الله يا وطن!!!