أجور آسفة
ليس بالسهل الوضع الذي حدا ببعض أعضاء البرلمان خاصة في لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية للقلق بشأن العبء الذي يتحمله المواطن في ظل الارتفاع المتوالي والمتواصل لأسعار السلع الأساسية.. أخيراً تتفق اتجاهات أعضاء البرلمان مع قضايا المواطنين وتتآزر مع متطلباتهم، بعد أن أصاب رأس السوط الجميع فلا أحد في هذه البلاد سلم أو يسلم من رأسه إلا من أبى، ومن أبى هذه يندرج تحتها كثيرون ممن هم خارج منظومة الإحساس بالوجع العام، أو ما يعانيه العامة (الحزانى)، شكراً سيادة العضو- عمر عبد الرحيم- للسؤال عن كيفية خفض هذه الأسعار- مع العلم أنه لا ينخفض سعر اية سلعة إن ارتفع إلا أن يكون عليه قائماً- وفي هذه البلد لا أحد يقوم على المتابعة والمراقبة والحسم، ومرة أخرى البرلمان عبره يؤكد أن الأجور مخجلة… نعم هي أكثر من مخجلة وآسفة، والبعض يقول لا ترفعوا الأجور ولكن اضبطوا الأسعار، وبما أن الأسعار والسوق خارج السيطرة، ولا أحد يريد أن يحاور القائمين عليها يصبح أمر تعديل الأجور ضرورة.. فلا كابح لغول السوق والبلاد في هذه الجزئية تحتل المرتبة الأولى في التماهي والاستسهال.. الشيء المفقود سادتي أعضاء البرلمان بعد اليقظة هو أن نظام الإنتاج في البلد مختل اختلالاً أقعد بها، وجعلها خارج الدائرة التي تحرك الاقتصاد بمرونة، فنحن لا ننتج الأساسيات ونقع في طائلة الأسواق والاستيراد وجشع الجشعين، ونهدر طاقات بشرية في فراغ عريض، ونجعل الشباب في عداد المكبل أو العاطل.. لم يعجبني يوماً قول الساسة والمنظرين إن العامل السوداني لا ينجز والأصل أنه لم يجد النظام القائد للعمل.. فعندما يكون هناك طريق واضح بالتزاماته ومجزياته فلا تلوم إلا (هو)، وهو الآن عامل مغلوب على أمره يتقاضى مرتباً يجعله منكسراً أمام بيته وعياله، فمن لا يملك أسباب التسيير لا يملك القرار، وإن كانت محبته فارطة… (سعداء) إن البرلمان بدأ يحس بوجع الناس، ولكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه ثم ماذا بعد؟ أها حسيتوا وشعرتوا ماذا أنتم فاعلون؟ فهنيئاً للمواطنين بمن يوقف زحف السوق على كل الممكن والجائز والمستحيل.
آخر الكلام: إن كان ثمة شيء يهون الأمر والاحتمال على المواطنين فلتكن النظرة للميسرة، ومحاولة تخفيف الأعباء التي أحنت ظهر المواطن، ولوت كاهله وكادت تذهب بهيبته في بيته ووسط أولاده… اجعلوا هذا (السوداني) أولاً وثانياً وثالثاً تكونوا أولاً فقط (أها قلتوا شنو.. الحد الأدنى للأجور مالو)؟
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر