**الحب.. لا يوم له.. يا فالنتاين **
تدوخ المسافات بالتوهج.. أرخي لثام صمتي.. وأقطع وريدي ليبوح بتلك الرغبة الأبدية في العروق.
فيتسع القلب رغم ضيق الدنيا.. تغمرنا الضرورة القصوى للبقاء في عروق تلك الرغبة.. نشع بنورها فيذدهر العمر ببهائة الحافل بالتدفق..
(الحب).. هذا النص التاريخي الذي هو تراث تُدرسه كل الأجيال من قبل ومن بعد..
(الحب).. أربعة أحرف.. تساوي كل الأبجديات وكل الكتب والمكتبات وكل الأناشيد وكل الملاحم.. مكتوب في كل مكان قبل أن تكون الكتابة.. فهو الكلام الذي لم نقله.. والأحلام التي لم نحلم بها.. والأعياد التي لم نحتفل بها.. في كل الازمان الأتيه والماضيه..
(فالحب).. كتاب الألوان.. وكتاب الأزهار.. وكتاب الغابات.. وكتاب القيم والمروءات.. وكتاب الحرية وكتاب الأمومة وكل الكتب في كل الأزمان وبكل اللغات.. فهو يشكل كل اللغات التي خُلقت.. فبكل لغاته سنفهم بعضنا.. فنحن خُلقنا بدون هوية ولا أبجدية.. دون انتماء.. خلقنا كلون السماء وبطعم الحياة.. فبالحب سنفهم بعضنا دون حديث.. وسوف نسافر مثل القمر.. ونرقص مثل النجوم.. يلتفُ حولك مثل القدر، ويلتصق بك كالعمر.. فبكل اللغات تقرؤه.. وفي كل القواميس تحصره.. منقوش في خطوط أيدينا..
هو لغة الفهم دون حاجة لترجمة.. يغمرك بكل أريحية، ويسلبك أسلحتك ويلون وجهك بالبراءة.
ويعطر أنفاسك بالسرور ويلف قيداً من حرير حول عنقك ويديك وساقيك.. ويسوقك إلى لوحة بيضاء.
ويعطيك ألواناً وفراشي ويهمس في أذنك بسحر.. ارسم.. حياتك بي.. حين تلقاني.
للحب قيمة كبيرة وطويلة الأمد وغير منتهية الصلاحية بيوم محدد ليكون بضاعة تباع وتشترى في أكبر عملية تسويق لمزارع الورد ومحلات الهدايا ذات اللون الأحمر.. ففي يوم الحب المزعوم.. وجدنا الحب.. ولم نجد المحبين أو وجدنا المحبين ولم نجد الحب.. لأن الحب أصبح بضاعة تباع وتشترى في يوم يسمى (بيوم الحب).. تباع فيه كل البضائع باسم الحب فلا الحب.. حباً.. ولا المحبون محبين، فمعظهم يجره الاسم، وبفضول يحب أن يجربه.. فالحب لا يوم له.. وحصر الحب في يوم واحد من السنة هو تجريد لعدم الحب في بقية أيام السنة.. إن الحب في يوم واحد يعني عدم الحب في بقية الأيام.. فالحب يوم و364 يوم بلا حب.. أي نوع من الحب هذا.. ؟
هل هذا هو الحب على الطريقة العربية القديمة حب (جميل) لـ(بثينة) أم هو الحب الجديد على الطريقة الغربية.. فهل الحب هو المحبة الصافية أم ما يزعمون أنه الحب.. فالحب العفيف هو ضرب من الغباء لدى كثيرين وكثيرات.. فهو في نظرهم التعدد والتغير من واحد لواحد ومن واحدة لأخرى..
هُم (وين) والحب (وين)؟ لذلك هم أحياء ويحبون في يوم الحب ويذبحون الورد الأحمر من الوريد إلى الوريد كما يذبحون الحب الجميل من الوريد إلى الوريد..
فالحب أسمى وأنقى من كثير من المحبين الجدد.. والحب أبقى من أن يتم حصره في معنى واحد ويوم واحد..
***أجمل ما في الحلم **
أتوق إلى الشعور بالحب
أحتاج إلى من يذيب جليد قلبي..
أحتاج إلى حب يتغلغل في مسام جلدي..
يتسرب إلى أجزائي كقطرات عطري الرقيق الأحمر “كنزو”
أحتاج إلى يدين قويتين حنونتين تنفضان عني غبار الألم والوحدة والحزن
تلملمان قطرات الدموع التي أغرقت ربيع فصولي..
أتوق إلى ابتسامة عينين تستقران داخل فؤادي تنتشلاني من ضياعي..
احتاج إلى.. حب.. يلامسني كوردة عطري الحمراء..
إلى حب كالشمس.. يبدد ظلمة أيامي وسنيّ..
كالإعصار.. يعصف بمشاعري وأحاسيسي..
إلى حب.. كالمطر.. كريم في عطائه وحنانه
مازلتُ أحلم بحب مجنون.. رائع.. نقي.. بريء كالأطفال..
ومــــــازلتُ أحلم..
**أُسميك.. ماذا؟**
أفقد الكلام وأرتبك
فوق المعاني والأسماء والتشابه
الحياة فيك.. تكفي عن الدنيا
وأزيد من فيها ومن عليها..
(أرشيف الكاتبة) [/JUSTIFY]كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي