( الخُطة أ) و ( الخُطة ب)

:: قبل عام .. بعد إستلام كل التصاديق والتراخيص المطلوبة، وبعد أن دفع رسوم تلك التراخيص والتصاديق ( عداً، نقداً)، وبعد أن وضع حجر أساسها وإحتفلت معه رئاسة الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء و حكومة الولاية في مناسبة ( وضع حجر الأساس).. بعد كل هذه المراحل والإحتفال، أرسل المستثمر السعودي أحمد عبد الله الحصيني إلى جزيرة مقرسم بشرق السودان فريقه الهندسي والفني ليُنفذ المشاريع الإستثمارية في أرض تلك (الجزيرة المهجورة)..ولكن ما أن وطأت أقدام فريق العمل أرض الجزيرة، أصدر معتمد جبيت المعادن قراراً صارماً بإخلاء الجزيرة وطرد فريق العمل منها فوراً، وذلك بمنطق ( الحصيني ما قعد مع الأهالي)..أوهكذا كانت ( الخطة أ)، والتي بها تم تعطيل مشروع جزيرة مقرسم ..!!

:: وبعد شهر من التعطيل، وبعد تدخل بعض السلطات المركزية، تجاوز الحُصيني متاريس (الخطة أ)، ثم شرع في تنفيذ المشروع وإعادة فريق العمل إلى الجزيرة.. ولكن قبل أن يمضي شهراً على عودة فريق العمل إلى الجزيرة، حكمت محكمة الطعون الإدارية بالبحر الأحمر بأن المستثمر الحصيني لايملك حق الإستثمار في الجزيرة، إذ هي مخصصة لمستثمر سوداني اسمه دياب ابراهيم منذ خمس سنوات..أي حسب حكم تلك المحكمة، عندما تم التصديق بالجزيرة للحصيني وإستلام رسوم التصديق، وعندما إحتفلوا معه بوضع حجر الأساس بالجزيرة ثم هللوا وكبروا في الإحتفال، كانت الجزيرة ملكاً لإبراهيم دياب ..أوهكذا كانت ( الخطة ب)، والتي تم بها تعطيل المشروع للمرة الثانية..ولم تقم للمشروع قائمة إلى يومنا هذا، ويبدو أن الحصيني لم ينتظر ( الخطة ج )..!!

:: وهذا ما يحدث حالياً مع المستثمر السوداني الدكتور وجدي ميرغني حين قرر الإستثمار في فضائية النيل الأزرق.. فالرجل إشترى (54%) من أسهم الشيخ صالح الكامل البالغ قدرها (60%)، ليكون شريكاً وطنياً وإستراتيجياً لتلفزيون السودان وهيئة الأوقاف في إدارة مشروع الفضائية.. وما أن إستلم الأسهم ودفع قيمتها للشيخ صالح، واجهوه بمتاريس ( الخطة أ)، وهي الزاعمة بأن الشيخ صالح لايمتلك أكثر من (50%)، وأنه باع أربعة أسهم لايمتلكها لوجدي ميرغني ..وهذه الخطة هي بداية الطريق إلى المحاكم وتعطيل إستثمار وجدي ميرغني حيناً من الدهر..وقد يتجاوزها وجدي حسب وثائق مسجل الشركات، ولكنها لن تكون نهاية المطاف.. فالقوم يعدون بمنتهى الخفاء (الخطة ب)، وهي مشروع قانون مرتقب يمنع أي شريك – في أي مشروع اعلامي – عن مشاركة الحكومة بأسهم تتجاوز (49%).. أوهكذا يجتهدون في إعداد وتنفيذ ( الخطة ب)، لكي لا تكون أسهم هذا الشريك الوطني هي الأعلى في مشروع الفضائية ..!!

:: وعليه، أوراق اللعب مكشوفة، فليستعد وجدي ميرغني لل ( خطة ب)، وربما ( الخطة ج) ..نعم، فالمعركة الراهنة – بخططها – لاتستهدف فقط أسهم صالح الكامل المباعة، بل هي تستهدف – بشكل مباشر – أسهم وجدي ميرغني ( 54%)، حتى تتساوى تلك الأسهم مع أسهم التلفزيون وهيئة الأوقاف أو تقل عنها، بحيث تتمكن الحكومة من السيطرة على ( إدارة القناة)..وبالمناسبة، ما رأي الدين – والدنيا – في إدارة قناة أهم برامجها أغاني وأغاني بأسهم فيها لهئية الأوقاف نصيب، مدفوعة قيمتها كانت أم غير مدفوعة؟..المهم، الحكمة تقتضي خروج كل الأسهم الحكومية من هذا المشروع نهائياً وتترك للقطاع الخاص أمر إدارته والاستثمار فيه، وليست من الحكمة أن تصارع الحكومة القطاع الخاص في السيطرة على ( قناة منوعات) ..وإن كنتم لاتعلمون، مايحدث لصالح الكامل ووجدي ميرغني يلطخ وجه الإستثمار في السودان بالمزيد من القبح ..!!