الخطر الأعظم.. الآن!!
«1»
.. والدولة تحتاج إلى عدد ضخم من الشاحنات.. ومستوردون يحصلون على الأوراق وينطلقون في أطراف العالم يجلبون الشاحنات من أموالهم.
.. وفجأة.. وسراً ــ الدولة تقوم بتعديل في قانون الجمارك يجعل وصول الشاحنات هذه.. مستحيلاً.
.. ويجعل دخول المستثمرين السجن.. يقيناً.
.. والأسبوع القادم القمح يختفي.
.. فحكومة بورتسودان وفجأة وسراً تصدر أمراً يعطل الميناء.. والشاحنات تُمنع من دخول الميناء إلا لساعات تبدأ بعد منتصف الليل وتنتهي عند الفجر.
.. بينما؟
.. بينما مكاتب الجمارك لا تعمل ليلاً ولا غرف الشحن وملحقاتها.. وما كان يستغرق ثلاث ساعات في التعامل مع الميناء يستغرق الآن ثلاثة أيام.. والقرار هذا ــ تقول بورتسودان ــ يبقى حتى الثامن والعشرين من الشهر هذا.. اليوم الذي يعرف فيه إيلا إن كان مرشحاً لمنصب الوالي أم لا؟
.. وبعد الصراخ دون فائدة الجهات التي تعمل في القمح تقرر التوقف عن العمل.. الأسبوع هذا.
.. وفجأة وسراً ــ بنك السودان والجمارك ــ وارتفاع رخصة الاستيراد إلى عشرة أضعاف.
.. والميناء الآن يصبح سهلاً خالياً ممتداً.. تسوق الريح فيه الأوراق على الأرض.
.. وفجأة.. وسراً شيء يحدث في الغرب.. وفجأة وسراً شيء في الشمال و…
.. وفجأة.. وعلناً.. غندور ــ صاحب الملايين الستة ــ يحذِّر في الشمالية من غضبة الجمهور.
.. وغندور لو أنه أطلق صرخته هذه في بورتسودان.. لكان مفهوماً.
.. والدولة.. وسراً تستجيب لكل شروط صندوق النقد.
.. الدولة.. سراً تطلق السوق.. القوي يأكل الضعيف «وهذه من شروط صندوق النقد».
.. والدولة سراً تتخلى عن مشروعها الذي جاء بها للحكم.
.. والدولة سراً تخادن القطاع الخاص وتنجب البطالة والجريمة.. ونخرج يوماً من مكتب رفيع جداً وفي مفكرتنا معلومات دقيقة عن إحدى عشرة جهة تدير السودان.
.. وعند الباب يجردنا الأمن من أوراقنا.
«2»
.. لكن ما لا يحتاج إلى أوراق الآن هو الخطر الحقيقي.
.. الخطر الحقيقي الآن هو الشعور بأنه
: لا فائدة.
.. وزوايا الطرقات الآن تنظر إلى صراخ المجلس الوطني الأسبوع الأسبق ضد جنون الأسعار.
.. والزوايا تنظر إلى «تعليمات» هادرة يطلقها المجلس للدولة لكبح الأسعار.
.. والبيوت لا هي يدهشها صراخ المجلس.. ولا هي يدهشها عدم الاستجابة لتعليماته.. فالبيوت الآن يجتاحها الشعور القاتل بأنه… لا فائدة.
.. والتعليمات الرئاسية يقطع البعض الطريق عليها.
.. والناس لا يدهشهم هذا فهم يشعرون أنه.. لا فائدة.
.. والمؤتمر الاقتصادي الضخم الأسبوع الماضي لا يلتفت إليه أحد.. لأن الناس يشعرون أنه.. لا فائدة.
.. ومعارك الولاة الآن لا يلتفت إليها أحد.. لأن كل أحد يشعر أنه لا فائدة.
.. والصراخ عن المحاكمات يسكت.. لأن كل أحد يشعر أنه لا فائدة.
«3»
.. والعيون حين تتجه إلى الغضب والثورة تذهب إلى ليبيا.. وتونس.. ومصر.. وهناك تجد شيئاً غريباً.
.. الناس تجد أن جهات عالمية تجعل الناس هناك يقفزون إلى ثورة ضخمة هائلة.. يقفزون.
.. حتى إذا أرادوا العودة للأرض وجدوا أن الأرض تختفي من تحت أقدامهم.. بعمل مخطط.
.. لا فائدة!! في الداخل والخارج؟
.. لا.. بل بداية ضخمة جداً تنطلق.
.. ابتداء من «تجاوز» معظم القيادات التي تتخبط الآن.
.. وليس سراً.
****
.. ونحدث قبل شهور عن أن إيران تقود انقلاباً في اليمن.
.. وأمس الانقلاب يقع.. ولا سراً ولا فجأة.
.. كنا يومها نحذر من أسلوب سعودي غريب في حربها ضد الشيعة في اليمن.
.. وما نحذر منه يقع.
.. وشيء مماثل وأسلوب مماثل.. وسعودي يحارب شيئاً في السودان.
.. لصالح من؟؟ الله أعلم.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]