للأسف.. ما سوف يجري هو!!
«1»
.. وديبي يعقد لقاء مع الجبهة الثورية في أديس أبابا «8 أكتوبر القادم».
.. وديبي باللقاء هذا ينقض اتفاق الدوحة بين الخرطوم وسلطة دارفور.
.. وشبكة معقدة من صراعات الزغاوة ــ في السودان وتشاد ــ تجعل ديبي يشعر بالخطر.
.. وفرنسا ــ التي تصنع الخطر هذا ــ تقود ديبي بحيث تبيع ديبي للزغاوة من هنا.. وتستكمل مشروعها ــ استغلال سلطة سيسي ــ من هناك.
.. متجهة إلى الهدف ــ الفرنسي ــ الأعظم.
.. فرنسا تقفز بخطوات محسوبة إلى المرحلة التالية.
.. السابقة كانت هي
: فرنسا تنظر إلى سلطة مطلقة غريبة يحصل عليها السيسي.. وتطلقها الخرطوم.
.. سيسي يحكم الآن حكماً مطلقاً «إلى درجة أن وزراءه لا يتمتع واحد منهم بسلطة تغيير خفير في وزارته».
.. والوزراء لا «يسمعون» بكثير أو قليل من شؤون المليارات التي تدير المنطقة بكاملها.
.. السلطة هذه تديرها فرنسا عند السيسي ــ بعلم منه أو بدون علم ــ بحيث يصبح اتفاق الدوحة هو الهواء الذي يحيا به.
.. و.. و..
«2»
وفرنسا تصنع ــ أو تدير ما يصنعه الآخرون ــ بحيث يخدم مشروعها.
.. ملف دارفور كان شيئاً يدار من الخرطوم بقبضة قوية.
.. وشكوى من القبضة هذه تنطلق.
.. بعدها الملف يذهب إلى أمين حسن عمر.. وأمين يطلق كل شيء بحيث تفقد الخرطوم كل سلطان على دارفور.
.. ودارفور تصبح دولة ما ينقصها هو العلم المرفرف.
.. لكن من يحكم دارفور ليس هو دارفور.
.. دارفور يحكمها رجل واحد.
.. السيسي الذي تصطاده تشاد التي تصطادها فرنسا.
«3»
.. وشيء تحت الأرض هو ما يدير كل شيء.
.. وصحافة الأربعاء تكاد تصبح عدداً خاصاً عن دارفور.
.. أخبار صغيرة.. مثل الأفيون ــ هامسة ــ مثل الأفيون.. مدمرة مثل الأفيون.
.. وبعض الأخبار الصغيرة يحدث عن أن دوسة ــ وزير العدل يلقى علي الحاج في ألمانيا ــ وكلاهما «يكتشف» أن عودة علي الحاج تمنعها تعقيدات قانونية.
.. في اليوم ذاته ــ الصحف ذاتها تحمل حديث الشعبي من هنا عن رفضه قيام الانتخابات ــ ويعيد نغمة الأحزاب ذاتها.. والشعبي من هناك يهدد من يعطل الانتخابات.
.. وكأن «الدراهم السياسية تأبى إلا أن تطل بأعناقها».. الترابي يذهب إلى منزل حسن برقو ــ ليذهب الأمر إلى علي الحاج وبرقو وسيسي والترابي ودوسة و… و… وكلهم من دارفور.
«4»
.. ليعود المشهد ــ مشهد الصحف التي تقاد من تحت الأرض ــ ومشهد الصراعات السياسية إلى مطار الخرطوم قبل عامين.
.. قبل عامين كان نافع يعود باتفاقية مع عقار.. ونافع وقبل أن يغادر منصة مطار الخرطوم الصحافة ــ التي لم تقرأ حرفاً من الاتفاق ــ تتناهش نافع إلى درجة تجعله يلطم المنصة ويذهب.
.. والاتفاق يموت.
.. وإدريس عبد القادر يعود باتفاق والصحافة التي لم تقرأ الاتفاق تتناهش الرجل إلى درجة تجعل دموعه تجري.
.. وإدريس يعتزل السياسة بكاملها.. والاتفاق هذا هو ذاته ما يبحث عنه غندور الآن.
.. ونتائج رفض الاتفاق هذا هي ذاتها ما يديرها ديبي الآن مع الجبهة الثورية.
.. هدير مثل هذا.. ثم لا أحد يتساءل عما إذا كانت أفاعي النزاع و«المكاجرة» هي التي قتلت.. وقتلت.
.. لكن فرنسا.. وآخرين ــ كانوا يحسبون..
.. والجهة التي تحسب هي التي تدير مشروع هدم السودان.
.. و«هدم السودان» كلمة يصبح لها معنى حين تجد أن
: السودان اليوم ليس به جهة واحدة كبرى بحيث يلتف الناس حولها عند الخطر.
.. والسودان اليوم جهات كلها صغيرة ومسلحة.. وكلها يستطيع صناعة الموت.. وكلها يعجز عن صناعة الحياة.
.. والدولة تشعر بما يجري إلى درجة تجعل ضبط كمية من الإطارات والأسلحة البيضاء شيئاً يصبح مانشيتاً في بعض صحف أمس.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]