أبشر الماحي الصائم

الشايقي.. ربما والٍ لم ينتخب


[JUSTIFY]
الشايقي.. ربما والٍ لم ينتخب

حسب الرواية المتداولة أن رهطا من مضارب نهر عطبرة قد وجدوا فرصة للقاء الرئيس ذات لحظة صفاء.. فتمنوا على سعادته أن يساندهم في بناء خلاوى على نهر العطبراوي.. فقال الرئيس نكتب لكم خطاباً للسيد الوالي.. فقالوا بل أكتب لأحمد الشايقي.. قال: ومن أحمد الشايقي؟.. قالوا: شاب وسيم الطلعة، نبيل المقصد بمدينة عطبرة، تُقضى على يديه القضايا والأشياء.. فكتب الرئيس لأحمد الشايقي.. وأيضا لما كنت ذات صيف شفيف على متن باخرة أثيرة أطلب مكة على عجل كما عبدالله الحبر: “ما بتنفع معاي الباخرة والسيارة مستعجل بدور أمشيلها بطيارة”.. التقيت يومها على عرض المالح شاباً كفاكهة الأترجة لونا وعطرا وأملا، هو من أكمل لي سيرة صديقه الشايقي.. لحظتها كان العميد عادل شرفي يدير الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة بالبحر الأحمر، بينما الشايقي يدير فرعها بعطبرة.. هكذا تشكلت شخصية الشايقي الذي نشأ على خدمة القضايا الكبيرة وخدمة الآخرين.. لا أعرف لماذا نغفل في كل دورة انتخابية عن تقديم ابن أمبكول لمنبر ولاية نهرالنيل.. ولعمري ربما كان ذلك هو الخيار التاريخي لولاية يخذلها الخيال الاستثماري والرؤية التنموية لطالما كان هذا هو ميدان الشايقي الذي صال وجال فيه كثيراً.. الرجل الآن على سدة الهيئة الاقتصادية القومية لدعم جيشنا الوطني.. الثغرة التي تحتاج لمواصفات رجل في صدقية وجدية أحمد الشايقي، أما الولاية فلها رب يحميها و.. و..

اقتربت عدة مرات من مكتب الأخ الشايقي المطل هذه المرة على نهر النيل الأزرق عند سفح جسر المنشية وليس على نهر العطبراوي.. وذلك لخدمة فكرة تتصل بميدان الرجل، وأنا أنتج منذ عامين برنامجاً أسبوعياً لصالح إذاعة صوت القوات المسلحة.. الصوت الذي أفنى الشايقي شبابه وأرهق خيله لرفع رايته على سرايا التأريخ وهامة الزمن.. غير أني في كل مرة أفشل في مقابلة مدير المكتب.. أسهل ألف مرة أن تقابل السيد وزير الدفاع من أن تلتقي السيد الشايقي الذي يزدحم عند أبوابه أهل الحاجات.. فقديما قالت العرب المورد العذب كثير الزحام.. فالمسألة تبدأ بـ (الغفير) الذي يسألك ثم يحولك لسكرتير مدير مكتب المدير.. وأحمد الشايقي ينتمي لولاية أنشد مطربها ذات لحظة أوصدت أبوابها: “واحدين قالوا شفنا الشافها ماشفتوها ياخلاني؟ آمنة الفي الضمير مازياني ماشفتوها ياخلاني؟!”. ففي كل مرة كنت أحظى بأدب (شفنا الشافو) وإن كنت أشك في أن صاحبي.. سكرتير السيد مدير مكتب المدير.. هو الآخر إن كان يحظى بروية الأخ الشايقي الذي ربما استخدام بابا خلفيا و.. و..

أخي الأستاذ أحمد ربما ترفدنا تراثية أخرى ننتمي إليها أو تنتمي إلينا يقول مطلعها: “أنا غرضي إن ما انقضى خلي دار جعل تنهد”.. يُحكى أن الأستاذ إبراهيم السنوسي ذات مناسبة عيد في غابر الأزمان، قد ذهب لمقابلة السيد الإمام الصادق المهدي.. فوجد المكان يضج بالأنصار الذين يحتشدون أمام باب الإمام الموصد.. فقال السنوسي لسدنة الإمام أخبروا السيد الإمام بأن إبراهيم السنوسي بالخارج ينتظر أم ينصرف؟! قال الإمام.. افتحوا الباب ليدخل.. فما إن فتح الباب حتى نادى السنوسي جموع الأنصار الذين طال بهم الانتظار أن يدخلوا جميعا.. ضحك السيد الإمام وعدها مقلباً فكاهياً من السنوسي!!

لا أعرف إن كانت المناسبة تصلح لاستدعاء مقالي (مساجد خمسة نجوم) فالشيء بالشيء يُذكر.. كنت يومها أمر من أمام باب مستشفى الأمل عندما نادى مسجدها حي على الصلاة.. لم يسمح لي بالدخول، بينما كان آخرون يشهرون بطاقاتهم ويدخلون.. استنفدت لحظتها كل رجاءاتي وبطاقاتي بما فيها بطاقة السلطة الرابعة.. كما نزعم.. وكلها واحدة تلو الأخرى قد تكسرت أمام نصال البوابة العتيقة.. ذهبت يومها لصاحب كنتين عتيق قبالة المستشفى فبذل لي إبريقا وشوال خيش، ولطف لو وزع على أولئك القوم جميعا لوسعهم.. صليت ورفعت يدي إلى السماء وانصرفت.. تصبحون على خير..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]