خروف قومي
تبدأ الآن الاستعدادات للدخول في وحدانيات وزرافات التعاطي مع مزاد الحصول على الأضحية (الكبش الأقرن) الكل مطبوع في هذه البلد بارتياد مجالات انجاز الذبيح لهذا الكبش، إنهم قوم فيهم شيء لله لا يبحثون عن رخصتهم حتى يقنع البعض بحتمية ظرفه ويمارس السكون رغم أنه قد ضحى عنهم خير البشر… يدخلون في هذه المجابدة التي لها ما لها من الزام بقية اشهر العام، البعض ينظر للأمر على أنه موسم الشواء واتراع البدن ببروتين ذلك المذبوح، آخرون يرفلون في كونها وجاهة مجتمعية للتباهي بتلك الروائح والدماء المبعثرة، ثم أن أمر المعروض منه بالتقسيط يغري على إتيان هذه الشعيرة الفدائية والايفاء بها، وإن رجح ميزان ظرف البعض الارتضاء والإيثار الى أنه قد ضحى عنه خير البشر..
في زمن ماض كانت أيام عيد الأضحية الثلاثة في ذاكرة الشارع تلاقيا للصواني التي يحملها الشفع، وهي تضج باكوام اللحم وشحمها ويتراءى للجميع انه موسم تبادل بينهم الذي ذبح والآخر الذي لم تمكنه الظروف من ذلك، بعد أن يرد اليه كم هائل منها، بعد اعتماده حداً لكفايته منها تماماً كما تبدو حالات حراك الشفع وهم يحملون اللحم لناس فلان، وناس فلان في ذلك الوقت ليس بالبعيد.. حتى أن الكثيرين يقومون بتجفيف الوارد اليهم للأيام القابلة، لكنهم اليوم يقولون إن هناك (محقة) أكوام يبذلونها لأجل الآخرين في تقاسمية حلوة.. إذن هو موسم للشبع اللذيذ ولكن دون الانغماس لدرجة نسيان إخراج تلك الأكوام.
لم يكن (عبدو) يوماً ممن يحملون الهم للأمر… تقترب عليه (الضحية) وهو خارج منظومة توفير حقها، وعلى قفاه اربع نساء يأكلن الزلط.. لا واحدة منهن تتنازل عن حقها في توفير الأضحية، ولأنه مطبوع بايجاد المخارج والمخارجة من كل المآزق، قرر هذا العام أن تكون أضحيته أضحية قومية تذبح في البيت الكبير بيت والدته حاجة نفيسة، ومن رغبت من زوجاته المشاركة لها حرية في ذلك، ومن أبت فلتزم بيتها في ذلك اليوم، ولتركن الى حبيب الشعب (أبو الأفوال) يقال إن كل واحدة منهن الآن تستعد لذلك اليوم القومي بطريقتها الخاصة، وربما تجد حاجة نفيسة متعة التنافس الخلاق الذي يرفل فيه ولدها البكر لخدمتها فيه، أو ربما تتلقى هدايا جميلة تنافس بعضها بعضاً.. هنيئاً لك عبدو بهذه العبقرية المتفتقة دوماً واعتمادك للخروف القومي.
آخر الكلام: هونوا عليكم الأمور أخذوها بحقها ولا تجهدوها فوق الحدود، فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها ما عليكم إلا أن ترضوا وتفرحوا بقدركم.. وحالكم في الحالتين فأنتم كاسبون… وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]