الطاهر ساتي

خماسي وقدها ثلاثي

[JUSTIFY]
خماسي وقدها ثلاثي

:: إلى وقت قريب، بتلك القرى المقابلة النيل، كان الشاب يغترب ويعمل ثم يعود بعد خمس أو سبع سنوات ب ( شيلة العرس)، ثم يبحث عن العروس..ومن المفارقات، بعد إختيار وإيجاد العروس – بواسطة والدته أو شقيقته- هناك ثمة أزمات تطل في تفاصيل تجهيز العرس والعروس، وتعكر ( صفو الشيلة)..وعلى سبيل المثال، ( هي بتلبس جزمة مقاس 35 وانت جايب جزم مقاس 32)، أو (هي طويلة وانت جايب فساتين قصيرة)، أو ( ياخ إنت من زمن التوب ده؟، دي كانت موضة لمن انت سافرت)، أوهكذا يجردون محتويات حقائب العروس من قيمتها وجدواها.. ثم تبدأ، بأسواق دنقلا، رحلة إستبدال ( الشيلة الخليجية) بأخرى تناسب مقاس – ومزاج – العروس ..!!

:: وهكذا تقريباً حال التخطيط الإقتصادي في بلادنا.. قبل ثلاث سنوات، إختاروا برنامجاً إقتصادياً وأسموه ( البرنامج الثلاثي)، وبعد ثلاث سنوات اكتشفوا بأن محتوى البرنامج الثلاثي لم يتناسب مع الوضع الإقتصادي للوطن والمواطن، إذ لم يزد – البرنامج الثلاثي – ذاك الوضع الإقتصادي إلا ( تضخماً) ثم إرتفعاً لسعر الدولار في السوق الموازي لثلاثة أضعاف ما قبل تطبيق البرنامج.. ولأن البرنامج الثلاثي ( ما جاب حقو)، أي لم يخفض سعر الدولار ولم تقلل نسبة التخفض ولم يزد الإنتاج، ولذلك ها هم يستبدلونه ببرنامج آخر – مقاسو كبير شوية – مسمى بالبرنامج الخماسي..!!

:: وقبل أسابيع، ببرنامج حتى تكتمل الصورة بقناة النيل الأزرق، وبعد اعترافهم بفشل البرنامج الثلاثي في تحقيق أهدافه الإقتصادية، سألت الدكتور حسن أحمد طه، أمين القطاع الإقتصادي بالحزب الحاكم عن ملامح البرنامج الآخر – المقاسو كبير دا – والمسمى بالخماسي، فأجاب بأنهم لم يناقشوا تفاصيله بعد ولم تتضح ملامحه بعد.. وهذا يعني أنهم اختاروا المقاس الزمني ( خمس سنوات)، قبل إختيار وتحديد (محتوى البرنامج ذاتو).. نعم إختاروا زمن البرنامج قبل محتواه، أوهكذا تجليات عبقرية العقول الإقتصادية التي تمضي باقتصاد البلد – عاماً تلو الآخر، و ثلاثياً تلو الخماسي – من وراء إلى ( وراء خالص)..فليكن برنامجاً ثنائياً أو رباعياً طالما لم تناقشوا محتواه، ( المانع شنو؟)، أوهكذا تساءلت ..!!

:: ولكن اليوم، باليوم التالي، كشف وزير المالية ملامح البرنامج الخماسي ومحتواه، إذ يقول بالنص : (الإنتاج والتصدير أو الموت)، هكذا المحتوى..وهو يُعيد إلى الذاكرة كاركاتير الرائع علي الدويد، إذ فيه يقول المسؤول للمذيع : ( ونحسب أننا بنهاية هذا العام سوف نقضي على الفقر أو الفقراء)..وبما أن البرنامج الخماسي المراد تطبيقه يحمل خيار الموت، فأن أمر تطبيقه – على الناس والحياة – لن يكون عصياً على عباقرة إقتصاد البلد.. المهم، كيف ننتج ونصدر خلال الخمس سنوات القادمة لنتجنب الخيار الثاني؟، أي ما الذي تغيير في الدولة – نهجاً كان أو قانوناً أو شخوصاً- بحيث ننتج ونصدر ؟..فالشاهد أن الذين خططوا ونفذوا البرنامج الثلاثي ( الما جاب حقو)، هم ذاتهم الذين يخططون وينفذون البرنامج الخماسي الراهن، فكيف – و من أين – يأتي الإنتاج والتصدير؟..المهم، خريف هذا العام كان رائعاً بفضل الله، وزرع الزُراع غزيراً، ولكن الأمين العام لاتحادهم يقول لصحف البارحة شاكياً بالنص : ( الطيور والجراد تهدد الموسم الحالي، وخاطبنا وقاية النباتات بهذه المخاطر).. وعليه، نأمل أن تكون أجهزة ومبيدات مكافحة الجراد ضمن محتويات حقيبة ( البرنامج الخماسي)..!!

[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. يا اخ الطاهر
    لن يستقيم الظل والعود اعوج
    المشكلة اساسها سياسى خارجيا وداخليا
    وصراع سياسى فتت الدولة وضاعت المؤسسية والوطنية حتى فى الخدمة المدنية
    والله اننا نرى ممارسات من مسؤلين للرشاوى والعمولات مما يفقدنا الامل فى البلد
    الحل فى وصول زعامة سياسية قويه وامينه وعالمة تمسح كل هذا الواقع
    وتقيم ثوابت للدولة وتعيد الثقة للناس للعمل والانتاج
    لكن تكمن الصعوبة من اين تاتى هذه الزعامة ؟

  2. ان الله ﻻ يغير ما بفوم حتى يغيروا ما بانفسهم حاربوا الدعارة واامخدرات والاختلاط وخروج النساء متبرجات والخمر والرشوة والمحسوبية وادوا الصﻻة وعظموها واقيموا العدل وربكم كريم وارضكم غنية وابشروا بالخير