أبشر الماحي الصائم

حولية الميرغني.. ثمة فرص مهدرة


[JUSTIFY]
حولية الميرغني.. ثمة فرص مهدرة

مرت منذ أيام قلائل مناسبة (حولية موﻻنا السيد علي الميرغني) وهي مناسبة أثيرة جهيرة لأهلنا الختمية الذين يشدون الرحال إليها من كل فج عميق.. ليشهدوا تجمعا هائلا غير مسبوق بمسجد السيد علي بحلة خوجلي بمدينة الخرطوم بحري.. وربما أصبح هذا الاحتشاد الاتحادي السنوي هو النشاط الوحيد لدى الحزب والطريقة.. وذلك في ظل غياب الأنشطة الحزبية الأخرى بما في ذلك المؤتمر العام للحزب الذي يراوح زمان ومكان تأجيله لعقود بأكملها.. فتمنيت مرارا أن يستفاد من هذا التجمع السنوي الاستثنائي كما لو أنه جمعية عمومية لبث الروح في هياكل الحزب.. وهذا ما لم يحدث في كل مرة أو على الأقل لم يحدث في الحولية الأخيرة التي غاب عنها مولانا الميرغني وأبناؤه.. أصوغ هذه الرسالة بين يدي قناعة تشكلت عند الكثيرين سيما في الفترة الأخيرة.. بحاجة ساحتنا السياسية لحزب مولانا محمد عثمان الميرغني.. وأنا شخصيا لا أعرف حزبا تغلب على مراراته الشخصية ومصالحه الحزبية لصالح تماسك الوطن.. مثلما فعل الحزب الاتحادي الديمقراطي (النسخة الأصل) عندما لم يمش في مواكب هز الاستقرار وزعزعة الأمن في البلاد.. لهذا وذاك يظل تماسك هذا الحزب واستمرار فعاليته مصلحة وطنية كبرى بل وقصوى.. وأطربني جدا أن قيادات نافذة في الحكومة والمؤتمر الوطني الحاكم في كل مرة تحرص على أخذ أماكنها على صدر احتفالات حولية مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه و.. و…

يتمتع الحزب الاتحادي الديمقراطي بكتلة جماهيرية معتبرة ظلت متماسكة لقدر ما.. ذلك برغم حالات الاستقطاب المحتدمة التي تشهدها ساحتنا السياسية في ظل تراجع محفزات ودفوعات الاتحاديين في الفترة الأخيرة.. فغياب النشاط الحزبي هو واحد من أعظم آفات تآكل الكتل الجماهيرية.. سيما في ظل وجود الحزب لفترة طويلة في مقاعد المعارضة وتراجع مقدراته المادية والفلسفية سيما وسط الأجيال الشابة.. بحيث تحتاج المدرسة الاتحادية بكل فضائلها وفصائلها ونسخها إلى مجهود مضاعف وسط الطلاب والشباب لتنشيط ذاكرة هذه الأجيال.. بأن هذا الحزب يمتلك حق الامتياز التاريخي في صناعة الاستقلال ورفع العلم على سرايا القصر الجمهوري.. إذ لا يكفي الاعتماد على الأجيال التاريخية التي تدرك هذه الرسالة النضالية.. فالحزب مثل جسد الإنسان يحتاج لدينماكية وفعالية لتغيير الأنسجة وتجديد الدماء ورياضة المفاصل وإﻻ اقعدته أمراض الروماتزيوم وضعف دقات القلب وسيخوخة الأوعية و.. و..

وأنا شخصيا ظللت أتعرف علي مواقيت الحولية في ظل غياب الإعلام الاتحادي بمواسم تدفق المريدين من أهلنا في الريف.. الذين يتدفقون طوعا للدائرة وعلى نفقاتهم دون حشد من جهة أو تحريض من حزب.. غير أن أدوات وأدبيات هوﻻء الأحباب هي الأخرى قد تطورت كثيرا.. كانوا فيما قبل يحصون نجاح واحتشاد الجماهير بما ينحر من الثيران والكباش غير أنهم الآن يعكفون على سماع تلك الخطب على شحها.. وإن كان تقييم الأعداد بما ينحرون هي سنة قديمة.. فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قادما من جهة الأعداء قبيل غزوة بدر.. كم عدد القوم.. قال ﻻ أعرف.. قال كم ينحرون من الإبل في اليوم والليلة.. قال ينحرون مابين التسعة والعشرة.. فقال صلى الله عليه وسلم إن القوم ما بين التسعمائة والألف و.. و..

تحتاج ساحتنا السياسية إلى تماسك أحزاب الوسط التي بتراجعها تقدمت الكتل الإثنية والعشائرية.. فالطائفية أفضل ألف مرة من التحركات الإثنية الاستئصالية التي تعرض الوطن إلى التمزيق والتفتيت!

مخرج.. أضمنوا لي حزبا اتحاديا كبيرا متماسكا أضمن لكم وطنا مستقرا.. غفر الله لمولانا الميرغني وهيأ لأبنائه وورثة منهجه أمر رشد يعز به الدين وينصر به الوطن..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]