من يجرؤ على الصمت؟
ﻻ تحتاج عنزان لتنطتحا في أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.. هو بامتياز رجل دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن.. وهذا يعني أن الرجل صالح لن يقدم على شيء إلا وفق أجندة الخليجيين.. فتحالف حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح مع الحوثيين يعني هذا.. أن ما يشبه الانقلاب قد حدث في استراتيجية الدول الخليجية في التعامل مع أحداث المنطقة ولاسيما الملف الشيعي.. وإلا فلم يكن لجماعة عبدالملك الحوثي أن تجتاح المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى وصوﻻ لدك حصون العاصمة صنعاء.. ومن ثم لتصبح كل المقارات الأمنية والسيادية تحت قبضتها.. ويتم كل ذلك وسط صمت إقليمي ودولي مريب.. فلم تصدر إلا بيانات هنا وهناك خجولة ﻻ ترقى إلى مستوى الاجتياح الحوثي الذي جعل مستقبل هذه الدولة العربية التي يفترض أنها سنية تحت تصرف المنظومة الشيعية.. وترفد فكرتي التي خرجت لخدمتها اليوم ما كتبه في وقت مبكر بصحيفة القدس اللندنية الأستاذ عبد الباري عطوان.. والذي قرأ حالات تماهي نظام الرئيس السيسي المدعوم خليجياً مع نظامي الحكم في سوريا وإيران.. بأن ثمة رغبة خليجية آخذة في التبلور لتشكيل حلف شيعي سني لمحاربة (الإخوان المسلمين).. ولتفرق هنا.. يا رعاك الله.. بين مصطلح الدول السنية وبين مذهب أهل السنة والجماعة.. ما أشبه الليلة بالبارحة.. فها هو الرئيس (السني) علي عبدالله صالح يتحالف مع الشيعة الحوثيين في اليمن ضد حزب الإصلاح اليمني.. الإخوان المسلمون اليمنيون.. ذلك وفق رؤية خليجية أضحت معلنة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .
ويرفدني مقال آخر خرج به أمس الأول الصحفي التلفزيوني الباهر الأستاذ أحمد منصور، وهو يذهب في ذات الاتجاه.. على أن القصة مبرمة مع جهات عديدة تبدأ بما يسمى المجتمع الدولي الذي على رأسه الوﻻيات المتحدة الأمريكية والمنظمات التي تدور في فلكها.. فعلى الأقل أن المنظمة الدولية قد استعصمت بالصمت طيلة فترة زحف الحوثيين على العاصمة صنعاء.. ثم لم تلبث بعد أن سقطت كل الدولة وأجهزتها الأمنية والإعلامية في قبضة التحالف الحوثي السني.. حتى وخرج أمينها العام ليبارك الاتفاق الذي كتب شروطه الحوثيون المنتصرون بالتواطؤ مع مستشار المنظمة باليمن !!
يفترض بعد ذلك ألا ينطلي على الشعوب العربية والإسلامية تراجيديا مصطلح (الدول السنية).. فعلى الأقل أن صدام حسين وعلي عبدالله صالح وحسني مبارك كانوا روساء سنيين وفق هذا التوصيف !!
وفق هذه الاستراتيجية.. الجديدة القديمة.. يصبح الإسلاميون هم العدو الذي يفترض التعاون مع الشيطان لمقاتلته وسحقه.. وهذا ما تؤيده الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع حماس في غزة.. بل إن بعض التثريبات قد ذهبت إلى توزيع الأدوار قبل الحرب.. على أن تقوم إسرائيل بتدمير بنيات حماس الأساسية وسط صمت عربي.. وحتى إذا ما وضعت الحرب أوزارها تنهض بعض الدول الثرية بعمليات الإعمار الوهمية !!
لأن الهدف الإستراتيجي يتمثل في الحفاظ على هذه العروش العشائرية المتحالفة مع واشنطن والغرب عموماً.. و.. و..
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله..
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]