منصور الصويم

مارتجلو ذاكرة الحراز


[JUSTIFY]
مارتجلو ذاكرة الحراز

يحكى أن الكاتب والروائي، أحمد محمد ضحية، يأتي في طليعة الجيل الجديد من الكتاب والأدباء في السودان، وربما يمثل النموذج الأعلى للاختلاف التكويني من حيث الإنتاج والأفكار والرؤى مقارنة مع الأجيال السابقة، فهو بدأ الكتابة بشكل احترافي وبخروج كامل عن السياق الكتابي المتعارف داخل الوسط الثقافي السابق للجيل التسعيني؛ فبينما ظلت ولسنوات طويلة إحدى المداخل الأساسية للكتابة الإبداعية في السودان تتأتى عبر أو من خلال مداخل (الأساتيذ) أو ما يمكن أن نطلق عليهم كهنة الكتابة، بدأ أحمد ضحية بعكس ذلك تماماً، معتمداً مدخلاً لكتابته تناول الإنتاج الإبداعي والأدبي الجديد والذي بمثله جيل بدأ يتلمس أولى بدايته حينها مما يعد الكتابة عنه ضرباً من المغامرة والمجازفة وهي المغامرة التي نجح فيها أحمد ضحية.

قال الراوي: ربما هذه الاختلافية والمغايرة في أساليب أحمد ضحية في الكتابة تنبع من الشخصية المبادرة لهذا الكاتب، فالسيرة الذاتية لأحمد ضحية تضعنا ومنذ بداياتها المبكرة في مواجهة كاتب كبير يحمل مشروعه الخاص وأفكاره التي تناقض وتنقض القديم البالي من أفكار.. ولد أحمد ضحية بمدينة كوستي (1971)، وأسهم بقدر كبير في النشاط الثقافي من خلال الروابط الثقافية بالمدينة وذلك إبان دراسته الجامعية بجامعة أم درمان الأهلية، بعد تخرجه عمل محرراً ثقافياً بعدد من الصحف اليومية ومن خلال عمله هذا عمل على نشر الأعمال الجديدة للكتاب الشباب من أبناء الجيل التسعيني ـ جيله.

قال الراوي: عمد ضحية على قراءة أعمال هؤلاء الكتاب الجدد بشكل نقدي مما ساعد على إبرازهم كأصوات جديدة في ذلك الوقت.. وقبل هجرته من السودان أصدر مع مجموعة من الكتاب مجموعة قصصية من إصدارات نادي القصة السوداني ثم أصدر بعد ذلك وهو بالقاهرة روايته الأولى مارتجلو ذاكرة الحراز، التي حاول من خلالها مناقشة إشكالات ثقافية تتعلق بالهوية وتأزمات الواقع الاجتماعي السوداني على خلفية التعدد الإثني والثقافي.

ختم الراوي؛ قال: قدر هائل من النشاط والجدية ميز الكاتب أحمد ضحية وهو داخل السودان أو وهو بمغتربه الجديد بأمريكا، بذات أفكاره وذات رؤاه يمضي مناصراً الأصوات الجديدة وعامداً على أبرازها وإنصافها.. فأسماء وأسماء تعترف الآن سراً أو جهراً بفضل أحمد ضحية في زعزعة أركان المعبد القديم وتجريد الكهنة من وصاياهم القديمة وتقديم الأشياء كما هي؛ فقط للمعرفة وللحقيقة.. استدرك الراوي؛ قال: هذه كتابة مستعادة نحي عبرها الكاتب أحمد ضحية، وهو ما يزال بمهجره يكتب ويبدع وينشر الجديد من أعمال.
[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي