سموأل .. ثمة تركة باهظة
سموأل خلف الله القريش قصة ثقافية ذات فصول متعددة تحتمل بعض المقاربات المفارقات فى آن واحد .. خريج جامعة الأزهر الشريف الذى عاد للسودان يحمل على عاتقه أروقة الثقافة الباهظة .. ومن ثم طفق يبحث عن نفسه وأشيائه في متونها ومراكزها وفعالياتها .. مزيج من الإرث الصوفي والتشكيل الحركي المستنير غير المتصادم مع الثقافة السودانية الغالبة.. متصالح مع نفسه لدرجة انزعاج بعض الأصوليين الذين ينظرون إلى الأشياء من زاوية واحدة حادة .. دخل القصر ذات يوم أثير على متن قرار جمهوري جعله لبعض الوقت على سدة الثقافة .. ويوم خرج من القصر على متن مرسوم آخر لم يفتقد إلا قيمة الجلوس على طاولة مجلس الوزراء … فالمثقف الحقيقي ليس بمقدور المراسيم أن تحيله إلى التقاعد؛ لأنه ببساطة لم يصبح مثقفاً بأمر دستوري .. لهذا فالمثقفون عبر التاريخ لم تزدهم الوظيفة إلا سطراً يتيما فى سيرتهم الذاتيه المهنية .. بينما كثير من الافندية والسياسيين ينتهي العزاء والتاريخ عندهم بمرسوم قبر الوظيفة و… و…
غير أن ثمة صعوبات تواجه ابن القريش فى وﻻيته الثقافية الرسمية الثانية … فربما لأول مرة فى تاريخ الخدمة المدنية يحتفل منسوبو مؤسسة فرحاً بمغادرة مديرها العام .. كما فعل أهل التلفزيون يوم أن تدفق خبر رحيل مديرهم في شرائين الميديا .. وﻻ أعرف حتى الآن الحكمة من وراء ثقافة جعل الرجل حاتم يؤم قوماً كل هذه الفترة وهم له كارهون .. فلا هو استقال ولا في المقابل قد أقيل !! فخسرت الحكومة مرتين .. مرة بالتركة المرهقة التي خلفها الرجل بهذا الجهاز الحساس, ومرة بخسارته هو ككادر أصبح ﻻ يصلح لشيء ذي بال !
يحتاج الأخ القريش إلى شيئين اثنين بأسرع مايتيسر ليكن في مقام الفرحة والأمل والتفاؤل الذي قوبل به … أولهما (الوجه الطلق) وفتح الأبواب أمام الآراء والعاملين …وهذا لعمري هو رأسمال الرجل … فله من مخازن ومستودعات اللطف ماتنوء بحمل مفاتيحه العصبة أولى القوة .. والثانية بينه وبين السلطان .. وأعني توفير موارد تجعل من تلفزيون الدولة منافساً لمواعين الآخرين الفضائية .. فهذه الموارد قسمة بين المدير والحكومة .. أن تتدفق عليه الدعومات المبرمجة أصلاً من وزارة المالية فى مواقيتها .. على أن يجعل الرجل القريش من جهازه منافساً شرساً للآخرين في سوق الإعلانات .. وذلك بحجم مايصنع من عبقرية برامج ومايستقطب من كوادر قادرة على الابداع والابتكار والإدهاش و… و…
أخي أستاذ سموأل اتعشم في عهدك أن يخرج التلفزيون من التلفزيون .. أعني أن تخرج الكاميرات إلى سوح هذا البلد الفسيح .. وثانياً .. نأمل ألا تسهم بالمزيد من الإمعان لاغتيال غنائنا السوداني الجميل بالتكرار الممل .. ونحن الآن نخرج من أغنية لندخل مباشرة فى أتون فاصل غنائي .. فكثير من خاملي الفكر فاقدي الإبداع ممن يسند إليهم صناعة برامج .. فإنهم كسلاً وتهاوناً وفقراً إبداعياً .. يبدأون برامجهم بأغنية ويخرجون بلحن الختام وبين الأغنيتين ثرثرة واستعراض للثياب والمكياج و.. و..
وحسنا أن أرسل معك الإذاعي الأشهر الزبير عثمان أحمد فهو خير معين لما يمتلك من خبرات تراكمية معرفية و.. و… سيدى ليس هذا كل ماهناك ولنا عودة بحول الله وقوته ..
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]