ذكريات قردية
كانت تتاورني في لحظات عديدة.. وخلال رحلة حياتي ومحطاتها المختلفة.. تتاورني رغبة دفينة في أن أشوف القرد.. وتلح عليَّ هذه الرغبة.. لدرجة أني كنت أوفر من مصاريف المدرسة البيدوني ليها على حساب فطوري و(فول الحاجات).. وعلى حساب ركوب الباظ وقعادي جنب الشباك.. فارجع كداري.. عشان أمشي جنينة الحيوانات.. وأقيل مقيل راسو عديل قصاد قفص القرود.. وامتع نفسي بالنظر إليهم وابل شوقي.. لم أجد تفسيرا علميا نفسيا.. لتعلقي بالقرود.. وبعد أن قرأت نظرية النشوء والتطور لدارون.. برضو ما لقيت فيها ما يجيب عن تساؤلاتي.. علما بأنني لا أؤمن بهذه النظرية والتي تحاول أن تربطني بمعشوقي القرد بصلة قرابة.. وصلة رحم.. وبالرغم من أنني في دخيلة نفسي كنت أعتبر زيارتي للقرود.. هي من باب صلة الرحم.. ما أنا براي الكنت بمشي مخصوص عشان أتفرج في القرود.. لقيت ناس كتاااااااار ومنهم ناس ما هينين وما ساهلين وعندهم مكانة اجتماعية لقيتهم واقفين قصاد القرود ويتونسو معاهن.. وكانت لي الفرجة فرجتين.. فرجة على الناس ديل وفرجة على القرود.. جنينة الحيوانات كانت في الحتة الفيها برج الفاتح حسي دي.. وأي زول بيمشي البرج دا ويبيت فيهو.. إن جاتو هلاويس ما يلوم زول.. يلوم نفسو.. وإن شالو حمار النوم ما يستعجب.. وإن اتنين مختوبين لي بعض.. وصادف مشو شربو شربات وقعدو في البرج دا والختوبة فرتقت برضو ما يلومو زول.. كان القرد نجم شباك في الجنينة.. معظم الناس يقطعو تظاكر ويدخلو عشان يتفرجو فيهو ويقعدو يكاووهو.. وبعد مرات مكاواتو قاعدة تجيب نتائج كعبة قد تمس الحياء العام.. ويأتي بعدو في النجومية اللسد.. ثم الصبرة (الثعلب).. ديل طبعا لأنو في إعلانات عنهم في كتب المطالعة والأناشيد.. واللسد عندو بكانتو في الأغاني.. لكن القعاد جنبهن والنضم معاهن ما منو أي فائدة.. اللسد زهجااااااان والنهار كلو حايم فوق كرعيهو في القفص حقو.. والصبرة راقدة وتعاين للناس وكايسة لي طريقة تمرق بيها من الورطة الهي فيها دي.. أما أنا فكنت مكجن القرود الكبيرة الشايلة ليها كورة تحت ضنبا ديك.. ومكجن الغوريلا.. حتى أنني كل ما أجي ماشي بي عندها أداعيها وإنو إن شاء المرة الجاية أجي ألقاها ماتت.. ولما جيت مرة لقيتها ولدت وشايلة جناها فوق حِكرها.. قلت ليها وأنا زهجان منها ( نحن إنتي ما عرفنا فيكي شي.. كمان تلدي؟).. هذه الأيام تتاورني رغبة شديدة أشوف القرد.. حتى إني بقيت أفتش لي قنوات الحيوانات الفي الدش.. يمكن يعتّر لي.. وأقعد أتفرج فيهو.. كانت الحديقة متنفسا.. لكل الأسرة.. اختلاط بالحياة البرية ولو في ظروف مصطنعة.. وانتهز هذه السانحة وأطالب كمواطن كان يرى في جنينة الحيوانات قمة الفسحة.. إنو تتعمل حديقة حيوانات كبيرة .. حديقة على أحدث المواصفات العالمية ويراعي فيها الراحة الكاملة للحيوان مع سلامة المتفرج.!!
[/JUSTIFY] د. عادل الصادق مكيالباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي