ارتفاع النيل.. انخفاض الدوﻻر
* بعد ليلة هادئة لم يعكر صفوها انقطاع التيار الكهربائي.. استيقظ صاحبنا على دعاء.. اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر، فأتم اللهم علينا نعمتك وعافيتك وسترك يارب العالمين..
* بُعيد أداء فريضة الفجر توجه صاحبنا إلى المخبز الذي ﻻ يبعد كثيرا عن البيت.. فوجد الخبز يصطف له داخل الطاوﻻت بعد أن كانوا في غابر الأزمان يصطفون له بعد فريضة الفجر.. فأخذ حصته من الخبز وانصرف إلى بيته ولسانه يلهج بالثناء والشكر لله رب العالمين و.. و..
* بعدها تهيأ صاحبنا للخروج إلى مكان العمل، وهو يعمل في وظيفة متواضعة بالكاد مرتبه الشهري يغطى متطلبات الأسرة.. وذلك كسائر أبناء الطبقة الوسطى من أبناء الشعب الذين لم تكن لهم مدخرات في البنوك.. لكنهم في المقابل لم يجوعوا ويعروا.. الحالة التي يعبر عنها السودانيون بأن الحال مستور والحمد لله رب العالمين و… و…
* ركب سيارته التي اشتراها عن طريق التقسيط واتجه صوب محطة الوقود التي تقع في آخر الشارع.. لم يجد اصطفافا أمامه لكن لم يكن عنده ما يكفي لملء مستودع السيارة، فاكتفى بشراء وقود يكفيه لأسبوع واحد.. أنه في كثير من المشاوير الطويلة يركن سيارته ويستغل المواصلات العامة و.. و..
* اعتاد صاحبنا أن يبدأ يومه بقراءة الخطوط العريضة في الصحف اليومية على أن يؤشر على بعض الموضوعات المهمة ذات التفاصيل ليقرأها بالمنزل.. فوجد أن هنالك ثلاثة أخبار رئيسية سيطر على كل مينشتات الصحف وكلها مفرحة وتستحق الشكر لله رب العالمين.. الخبر الأبرز الذي خرجت به معظم الصحف هو انخفاض سعر صرف الدوﻻر إلى ما يقارب الثمانية جنيهات.. غير أن أكثر من خبير اقتصادي قالوا إن تراجع الدوﻻر أمام صرف الجنيه السودانى سيتواصل حتى محطة الخمسة جنيهات.. والسبب يعود إلى استقطاب بعض العملات الصعبة وتدفقها على الصرافات.. فضلا عن نجاح الموسم الزراعي ودخول عائدات بعض المنتجات الزراعية.. ويقرأ كل ذلك مع ضوابط البنك المركزي الذي بات محط أنظار الحكومة والجماهير و.. و.. و الخبر الثاني يتمثل في ارتفاع مناسيب النيل التي أجبرت لجان الفيضان والطوارئ للانعقاد بعد أن انفض سامرها.. ومهما قيل من تحوطات وتطورات في هذا الجانب، فإن تدفق المياه في جسد البلاد هو مزيد من العافية.. أما الخبر الثالث فهو انتصار فريقنا القومي على نيجيريا.. ﻻحظ.. فريقنا القومي وليس الهلال أو المريخ وعلى من.. على نيجيريا! فحمد الله وأثنى عليه كثيرا و.. و..
عاد صاحبنا إلى البيت آخر اليوم وبعد أن أخذ قسطا من الراحة توجه نحو التلفزيون ليشاهد نشرات الأخبار العالمية.. فوجد أن معظم عواصمنا العربية ترزح تحت وطأة الموت والدماء والنزوح.. فمن لم يمت بالبراميل المتفجرة مات بالعبوات الناسفة.. ومن لم يُهجَّر بداعش هُجِّر بمليشيات الحوثيين أو بطائرات خليفة حفتر و.. و.. استحضر لحظتها نعمة الأمن التي لا تماثلها نعمة فحمد الله كثيرا.. وكما بدأ يومه بذلك الدعاء ختم به.. اللهم إني أمسيت منك في نعمة وعافية وستر فأتم اللهم علينا نعمتك وعافيتك وسترك يارب العالمين.. مستذكرا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.. تصبحون على خير.
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]