اليسار وفشل دولة الجنوب
أقام معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن بالتعاون مع لجنة الأمن والدفاع بالكونغرس.. حلقة مغلقة حول جنوب السودان حضرها عدد من النافذين في الإدارة والمهتمين بالشأن السوداني.. حيث خلصت إلى أن الإدارة الأمريكيه وقعت في أخطاء كبيرة قبل وبعد انفصال جنوب السودان.. إذ اعتمدت في معلوماتها على مصادر غير أمينة مما أوقع الإدارة في أخطاء قاتلة.. فالتضليل الذي مارسته العناصر اليسارية الشمالية.. حسب التقرير.. أثر سلبا في قدرات الإدارة.. إذ أن الخطة كلها بنيت على إسقاط نظام الخرطوم بالانتفاضة الشعبية الناتجة عن عدم قبول الانفصال.. إلا أن النتائج كانت عكسية، إذ احتفل الشمال بالانفصال ولم يسعد الجنوب به بعد الحرب التي دمرت كل شيء.. وخلصت الدراسة إلى أن العناصر الشيوعية في الحركة الشعبية هي بوق انفصالي ظل يخدع الحزب الشيوعي الشمالي بعواطف الوحدة بعد إعادة تفكيك الشمال، مما أوقع كل التقديرات السياسية في أخطاء استراتيجية.. ثم يضيف التقرير: إن أموال الجنوب المنهوبة تحولت إلى برامج سياسية لدى العناصر الشيوعية الشمالية التي أتخمت.. غير أن الجبهة الثورية ليست الحل المناسب لقضايا شمال السودان بعد الهزائم التي منيت بها.. فضلا عن ضعف طرحها الشيوعي المعزول بالإضافة لتاكتيكات الجيش السوداني الجديدة التي انتقلت من الدفاع منذ حملة جرائم الحرب و.. و..
ومهما قيل عن هذا التقرير تبقى روحه ومدلوﻻته صحيحة وواقعية.. إذ ﻻ تحتاج عنزان لتنطتحا فى أن الإخوة الجنوبيين قد تضرروا كثيرا من أُطروحات اليساريين الجنوبيين والشماليين على السواء.. إذ هم الذين تعجلوا بمشروع الانفصال.. الاستقلال.. بحيث لم يكن الجنوب جاهزا لقيام دولة ناضجة مؤهلة للعيش والحياة.. غير أن الثوار من اليساريين لم يذهبوا بالدولة الوليدة والمجتمع إلى بناء المؤسسات وإقامة البنيات الأساسية.. وذلك لتعويض شعب الجنوب عقود الحرب والنزوح والتشرد.. فقد أخذ الإخوة الجنوبيون حصصهم كاملة من التمرد والتشرد والضياع.. غير أن الثائر فاقان أموم وأصدقاءه الشماليين من أمثال الثائر عرمان وعقار والحلو.. قد ساقوا الدولة الوليدة بعيد إشهار النشيد الوطني وعزف السلام الجمهورى إلى محاربة الدولة الأم التي… والتي ﻻ ذنب لها سوى أن أعطتهم دولة عبر عنها الرئيس البشير بأنها دولة جاهزة ومدورة لم يكن أمامهم سوى أن يستخدموا المفتاح.. دولة مهما قيل عنها تنتج ثلاثمائة ألف برميل يوميا تكفي لتأسيس بنيات بلد لا يزيد عدد سكانها عن الستة ملايين نسمة و… و…
بطبيعة الحال كان لليساريين الشماليين الذين عرفوا فيما بعد بالجبهة الثورية دور سالب في تماسك المجموعة الحاكمة في جوبا.. فكما إنهم كانوا جزءا من الأزمة التي عصفت بالدولة الوليدة فلم يكونوا بطبيعة الحال جزءا من الحل وﻻ ينبغي لهم !
يعتقد اليساريون الجنوبيون أن لرفاقهم الشماليين دوراً في الاستقلال، وكان حقا عليهم رد الدين بتخليصهم من حكم الإسلاميين.. لتنتهي الدولتان السودانيتان في خاتمة المطاف إلى حكم الرفاق تحت أطروحة (السودان الجديد)! فلا أرضا قطعوا وﻻ ظهرا أبقوا !!
ﻻ زال أمام الإخوة الجنوبيين عقبة التخلص من أعباء اليسار هنا وهناك حتى يتسنى لهم عبور مرحلة الثورة والثأرات إلى مرحلة نضج بناء الدولة بأسس جديدة تتجاوز القبيلة والثأر واليسار !!
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]