لبنى عثمان

دندنة.. وتر

[JUSTIFY]
دندنة.. وتر

تساءلت كثيرا.. وأطلقت العنان لقلمي: هل هي نهاية أم بداية هذا الطريق؟.. هل ينتهي الحب المكبوت في صومعة الدواخل؟.. أم يتجدد الحب القديم المعتق؟

وهل أصبت عندما نشرت أوراقي أمامك.. أم تسرعت وتماديت.. وأشعلت حريقا كان بالفؤاد يضطرم؟.

ما عساي ان أفعل، وأنا وكل الفؤاد لا يستطيع الغياب عن عشق في الحياة مكبل وباسمها مذيل؟

سهرت الليل وأشواقي تسامرني.. على الذكرى أبيت.. وأكتم الدمعة.

حياتي لا تستطيع أن تظل بلا رفيق.. لأن الأيام والحال بدأ يزداد ضيقا يلي ضيقا..

واربت الباب وأمعنت النظر.. فرأيتك.. رأيتك تتسلل إلى عالمي أكثر من مرة.. أغمضت عينّي علني أزيح صورا مزعجة علقت بأطراف رموشي.

تساءلت: ماذا تريد يا ترى؟

حينها تساقط كم هائل من الاستفهامات كل منها يسبق موقعه من الجملة.

هل جئت تبحث عن نبض إحساسي بك؟

رأيتك تتسلل إلى عالمي أكثر من مرة..

أي ريح جاءت بك؟

بعد هذا العمر.. وهذا الفراق.. وهذا الغياب؟

هل جئت تبحث عن عطر شبابك

بين صفحات حياتي

وبين أوراقي؟

هل جئت تختبر قوة ذاكرتي بك؟

هل جئت تزيل غبار صورتك المعلقه في غرفة أعماقي

منذ ليل الفراق الأسود؟

هل جئت تزور ضريح الحكاية في أعماقي

وتترك وردك الأبيض عليه؟

هل جئت باحثا عن الطفلة التي كبرت بين يديك حبا وتعلمت منك اللعبة الأولى.. واللهفة الأولى.. والكذبة الأولى

والدهشة الأولى؟

وهل جئت تبحث عن المرأة التي نزفت في عينيها أروع رسائلك.. وأصدق مشاعرك.. وبللت وجهك خلفها بأصدق دموعك؟

هل جئت باحثا عن النقية التي أحرقت شبابها

وكسرت أوقاتها

وعلمتك كل حنان الحب

وحلمت أن ترافقك إلى بيت الله الحرام؟

هل جئت باحثا عن أنثاك التي تركت عطر يديك في يديها.. وخزنت صوتك في أذنيها.. وحفرت ملامح وجهك في عينيها.. وزرعت أشجار حنينك في ليلها حتى امتلأت بك.. وفاضت؟

هل جئت باحثا عن الإحساس الذي لا يموت.. والحكاية التي لا تتكرر.. والعمر الذي لا يعود؟

*

هل؟.. وهل تعلم أنني أحتاجك كثيرا؟..

أحتاج كثيرا أن أحسك

أكثر من حاجتي لرؤيتك

أحتاج أن ألون حياتي بك

أكثر من أن أرسمك فيها

أحتاج أن أضعك في دواخلي

أكثر من أن أحدثها عنك

أحتاج أن أجدك في كل أشيائي

أكثر من وجودك في حياتي كلها..

وتر

أنا وحدي.. ولون الهم في عيني

يتعبني شقاءً.. ويجدد الوجعة.

[/JUSTIFY] لبنى عثمان
كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي