نور الدين مدني
آفة الأخبار رواتها
* رحبنا بهذه المعالجة المهمة التي للأسف لم تجد طريقها للتنفيذ، رغم تحفظنا الرئيسي على جعلها المصدر الحصري لأخبار الحكومة الرسمية لأن هذا يقفل الطريق أمام المؤسسات الصحفية التي من حقها ان تبني مصادرها الخاصة الحكومية وغير الحكومية.
* ومع احترامنا لحق المؤسسات الخاصة بل والأفراد في إنشاء مؤسسات ووكالات للأنباء إلا اننا لابد ان ننتبه إلى ان ذلك يعني ان هذه الوكالات انما تعبر عن موقف ملاكها ومؤسسيها، وأنها تخطئ وتصيب حسب اجتهادها.
* ولمحاصرة الأخطاء الناجمة من صناعة الأخبار لا بد من الالتزام بقواعد المهنية بصراحة ودقة وإرجاع الأخبار لمصادر مأذونة، وعدم تلوينها سياسياً لخدمة أجندة المؤسسة أو الوكالة الخاصة.
* نقول هذا بمناسبة الخبر الذي تصدر الصفحات الأولى لعدد من صحف الأمس حول مخطط صهيوني لضرب خزان الروصيرص يحمل اتهاماً واضحاً لجيش الحركة الشعبية الشريك الرئيسي مع المؤتمر الوطني في الحكومة مبني أساساً حسبما جاء في الخبر انه (من المتوقع ان يكون هدفه ضرب خزان الروصيرص)!!
* ان مثل هذه المعلومات المبنية على توقعات مكانها ليس الصحف، وانما الأجهزة المعنية بأمن وسلامة الوطن بعيداً عن هذه الإثارة الصحفية التي تؤجج نيران الفتنة بين الشريكين وتعرقل خطوات الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية استعداداً للانتخابات القادمة.
* نعود ونقول انه ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف في الحكومة أو في المعارضة إحداث مثل هذه البلبلة التي تضر ولا تنفع حتى مروجيها، ولذلك لا بد من الإسراع بتنفيذ قرار احياء وكالة السودان للأنباء واعتمادها رسمياً وكالة الأنباء الرسمية الناطقة باسم الحكومة لأنها عُرفت بانضباطها والتزامها بقواعد ومبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي المهني.
* دون ان يعني ذلك حرمان المؤسسات الصحفية من التنافس بين مصادرها الخاصة للحصول على المعلومات الحكومية وغير الحكومية التي ينبغي ان تكون متاحة للرأي العام بلا حجر ولا قيد من مصادرها المأذونة.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 951 – 2008-07-07