زهير السراج

عصفور الجنة


[ALIGN=CENTER]عصفور الجنة..![/ALIGN] * رحل قبل ان ينتهى الفيلم الذى كان يتوق لرؤية نهايته بشوق كبير، وكان اكثرنا تفاؤلا بأن عودة الايام الجميلة قد اقتربت، وعندما كنا نجادله فى ذلك .. كان يقول فى ثقة شديدة .. (بكرة الايام حتوريكم) !!

* كنا نجادله، ولكننا كنا على ثقة تامة بصدق حدسه ومشاعره، فقد كان صادق المشاعر، ولم يكذب أبدا فى حياته، وهاهو الفيلم يدخل أطواره الأخيرة، ولم يتبق الا القليل، فالزمن بحساب الجماعة وحساب التاريخ، ليس هو الزمن بحساب الأفراد، (وبكرة الايام حتورينا) !!

* ستكون هنالك الكثير من الايام الجميلة، أحياءً كنا أم موتى، فالزمن لا يتوقف، والحياة ليست كلها أحزان، وسيستقبل البيت الكبير العامر الذى تأسس على حب الوطن قبل أن نولد بعشرات السنين، كل الثوار وكل الاحرار وكل الأخيار، مرة أخرى ومرات .. وستكون انت على رأس المستقبلين، وعلى اليمين صديق وعلى الشمال عمر، ونحن وكأننا فى بيت عرس، لا تفارقنا الضحكات ولا ينقطع عنا سيل الحكايات، حتى فى أوقات الجد عندما يدور النقاش حول أداء (التحالف الديمقراطى) ببيت المال، والحملة الانتخابية لمرشحنا عبدالكريم ميرغنى، ثم نحمل (لافتات القماش) وننطلق لتثبيتها فى حارات وشوارع امدرمان، ونعود أخيرا لنقضى ما تبقى من الليل فى الانس والسمر والحكايات التى لا تنتهى !!

* وسيكون معنا ميرغنى المحسى وجعفر العطا ومحيى الدين عبدالكريم ومعاذ ابراهيم وعثمان حسين وعبدالعزيز نقد وكل الذين تحبهم ويحبونك وتستمتع الان برفقتهم الطيبة، ولن تنسى كعادتك ان تنبه (محيى الدين) الى استخدام الرغيف بدلا عن قطع الجبنة البيضاء الكبيرة الموضوعة امامه على المائدة فى إلتهام الطعام .. (دى جبنة يا محى الدين، ما رغيف) .. !!

* سنأتى كل يوم، أحياء كنا أم موتى، الى نفس البيت الذى شهد مولد الافكار والثوار والامجاد والاشعار والحكايات والطرائف والاناشيد الثورية والاغنيات الجميلة والثورات و(التحالف الديمقراطى)، وستكون أنت هناك بكل حضورك الطاغى وروحك الجميلة وقلبك الكبير وحكاياتك العذبة وثوريتك التى لا تصدأ، كما كنت دائما وأبداً عريسا ً لكل الساحات والميادين والمجالس والثورات، فمثلك لا يموت يا عثمان نقد !!

* لم تمت يا عثمان، ستبقى شعلة مضيئة لنا، وفكرة عبقرية وضحكة صافية فى كل مكان وزمان، وسنظل دائما معك بالقرب من تلك العصافير الجميلة التى تغرد فرحا عندما تراك !!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 14يوليو 2009


تعليق واحد

  1. الذكري زاد من الاحبة وللآحبة والامل بسام يداعب في الخيال وبكرة أكيد أحلي وهكذا الدنيا دائرة تستحق التأمل ….!!!