اسحق احمد فضل الله

يصل.. ويسلم إلى!!

[JUSTIFY]
يصل.. ويسلم إلى!!

«1»
> السادة أعضاء الوطني.
> لغة الأزمة أيام النميري كانت هي
: صفوف في محطات الوقود.. ثم جنون الدولار.. ثم اختفاء كل شيء.
> ولغة الأزمة أيام الإنقاذ ــ الآن ــ هي
: جنون كامل للدولار.. لكن؟
> مليون عربة تهدر في كل طرقات السودان ــ كل يوم وعلى طول الأعوام ــ ولا صفوف.
> كيف؟؟
> وخبث الإنقاذ يجعل كل أحد ــ خصوصاً العدو ــ ينظر إلى كل شيء تحت أنفه.. وشيء بحجم مليون عربة في كل طريق ــ ودون أن يراها.
> ذكاء!!
«2»
> لكن الوجه الآخر هو
> 4/ 8/ 1955 توريت.
> وبرقية سترلينو تقول للملازم رينالدو في جوبا
> سوف تكون هناك حرب في الخامسة صباح الغد ضد الجلابة!!
> وحرب الجنوب تنطلق.
> ومن يومها والمشروع الوحيد في السودان الذي يستمر حتى اليوم هو مشروع هدم السودان.
> والإنقاذ التي جاءت للإنقاذ تنجح بذكاء في منع السقوط هذا.. ثم الإنقاذ تسقط على أسنانها.. وبغباء غريب ــ تحت الحرب الجديدة.
> وما يحدث هو
: الحرب الجديدة «تعيد تصميم» أسلحتها بحيث تجعل الأحداث المعتادة البسيطة أحداثاً لا هي معتادة.. ولا هي بسيطة.
: نزاع الإنقاذ والحركات المتصالحة يعاد تصميمه اليوم بحيث يبدو حرباً عنصرية.
> تترجم في الجامعات والوزارات ومفاتيح الدولة الآن.
> ونزاع الولاة المعتاد يصمم بحيث يبدو نزاعاً قبلياً.. يهدد المركز.. ويهز أصبعه في عين الدولة.
> ونزاع الدولة والجيران ــ النزاع الطبيعي ــ يعاد تصميمه بحيث يصبح نحاساً يضرب للحرب.
«3»
> وأمس الصحافة تحمل ذكرى رحيل ود المكي.
> وآخر عهدنا بود المكي هو يوم انشقاق الإسلاميين «نجلس معه والمرحوم يس عمر الإمام يهدر.. ووزير المالية الأسبق «حمدي».. تسيل دموعه.. وهو ــ ود المكي يدلي رأساً ثقيلاً».
> ونزاع الإسلاميين الأول ــ الطبيعي ــ يعاد تصميمه بحيث يصبح خراباً.
> ونزاع الإسلاميين الثاني.. والثالث.. والعاشر والعشرون.
> وانقلاب فضل.. وانقلاب ود إبراهيم.. وانقلاب فلان.. وانشقاق فلان.. كلها أشياء يعاد تصميمها وهندستها بحيث تصبح مشروعات خراب.
> والحرب الجديدة كلها التي تكسر عنق الإنقاذ الآن ــ والبلد تصمم بالأسلوب هذا.. والإنقاذ لا تفهم.
«4»
> والقضايا اليومية يعاد تصميمها بحيث تصبح شيئاً مماثلاً.
> وأزمة مواسير الفاشر يعتقل بعض أهلها.
> واللواء الذي يقود أمن المجتمع يتلقى رشوة «خمسة مليارات» حتى يلتفت بوجهه بعيداً عن الحراسة لدقائق.
> لكن الرجل يرفض.
> وحفنة مال صغيرة عند جهة أخرى تكفي لتنفيذ المهمة.
> واللواء يبعد!!
> وآخرون مثله في مهام أخرى مثلها يبعدون.
> وشيء يعيد تصميم مفاتيح الدولة بحيث تصبح شيئاً غريباً.
> ونزاع ضد تشاد.. وضد مصر.. وضد إثيوبيا.. وإريتريا.
> نزاع طبيعي.. لكن كلها يعاد تصميمه بحيث يصبح خراباً.
> والإحصاء ممل.. لكن؟
> ملفات الإنقاذيين الصامتة.. تقول: كل رؤساء مصر ظلوا يعملون ضد السودان.. لكن الصلة بين الشعبين يجب أن تبقى.
> وخطة للتعامل مع مصر تقبل بالفهم هذا.
> وملفات التحقيق في هجوم أم درمان تجد أن
: خليل ما كان يستطيع.. /ولا كان يريد/ حكم السودان بالآلاف الثلاثة الذين يقودهم.
> خليل كان يعمل للتفجير فقط.
> والتفجير لصالح من؟؟
> الإجابة تجعل الإنقاذ تضع خطة جديدة للتعامل الخارجي.. والداخلي.
«5»
> السادة المؤتمرون في قاعة الوطني.
> الناس أعطت الوطني الروح والمال والأهل والولد في سابقة لم يعرفها العالم.
> كل هذا يدمر الآن لأن
: فلاناً ينازع فلاناً.. ويظن أن الناس… مش عارفين!!.
> والإنقاذ تبلغ البراعة الأعظم في الذكاء.. وفي الغباء معاً.
> والإنقاذ جاءت / يوم جاءت/ لأن البلاد أصبحت تقف بين «بلد.. يبقى أو يذهب».
> وليس مجرد حكومة تبقى أن تذهب.
> الآن.. نفس الشيء «بلد يبقى أو يذهب».
> والبلد اليوم ــ السودان ــ لا يبقى إلا باستعادة ثقة الناس في الدولة.
> وثقة الناس لا تعود إلا بإعادة الإنقاذ للإنقاذ.
> ونحن ننظر اليوم إلى وجوه الإسلاميين.
> ولا والله.. ما هي وجوه الإسلاميين.
> وننظر في وجوه الإنقاذيين.
> لا والله ما هي وجوه الإنقاذيين.
> وننظر في وجوه الإخوة.
> لا والله ما هي وجوه الإخوة.
> وكنا والله.. والله ننظر في وجه «الأخ المسلم» نلقاه في الزحام.. ما رأيناه قبلها قط فنعرف أنه.. أخ مسلم!!
> وننظر اليوم في وجه الأخ المسلم.. نعرفه منذ عشرين سنة.. فيجفل شيء في داخلنا.
.. لا والله.. ما هذا أخ مسلم.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]