أبشر الماحي الصائم

دروسٌ في الديمقراطية

[JUSTIFY]
دروسٌ في الديمقراطية

المؤتمر الوطني يحصر اللعب في ميدانه ويفرض طريقته في الملعب.. وليس أدل على ذلك من أن الآخرين من الحزبيين أضحوا يتفاضلون بين مرشحي المؤتمر الوطني لمنصب وﻻة الوﻻيات.. فكثيرون قد دخلوا إلى ماراثون الوﻻة على شاكلة (من يحكم الخرطوم)! من الذين أبطأت بهم أحزابهم ولم يجدوا بدا من المفاضلة بين أدبيات (أقل الأضرار)! كأن يقال إن فلانا أقل الآخرين حزبية وإنه سيكون واليا للجميع! إنه عصر المؤتمر الوطني بامتياز.. فجماهير الأحزاب السياسية الأخرى التي لم تجد لعيبتها داخل الميدان أضحت تشجع اللعبة الحلوة داخل الميدان والمتنافسان من نادي المؤتمر الوطني.. كما لو أن أحدكم انتهى به التطواف بين القنوات الفضائية إلى مبارة كرة قدم هائلة.. فلبث في هذه المحطة ليتفرج على المبارة المذهلة وبطبيعة الحال سيختار فريقا يؤازره في ظل غياب فريقه! هذا الفريق هو فريق حزب المؤتمر الوطني.. وهذا الصوت صوت الشعب وهذا الشعب شعب مسلم و.. و..

وبطبيعة الحال أن يحتدم هذا الأدب في ماراثون الرئاسة للتفاضل بين خمسة لعيبة كبار.. فعلى الأقل إن الأمر هنا يتعلق برئيس جمهورية السودان القادم.. فالرئيس الذي ستنتهي إليه فعاليات حزب المؤتمر الوطني التي بدأت منذ شهور من الأساس إلى دوري المحليات مرورا بمنافسة دوري الأضواء في الوﻻيات.. سيكون هذا الرئيس رئيسا لكل السودانيين الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه و… و…

ليس الرأي العام المحلي هو وحده المستغرق للآخر في أتون هذا التسابق الرئاسي فحسب.. بل إن ماكينات الرأي العام العالمي والإقليمي قد دخلت بكل ثقلها إلى إجراء المقاربات والمسوغات والقراءات عن مآﻻت ما ستنتهي إليه عملية شورى المؤتمر الوطني السوداني !

مهما يكن من أمر، فإن هذا الحزب الحاكم وبهذه الدراما المتقنة التي دارت على مسرح الأحداث على مدى شهور بأكملها قد استحق الإعجاب والتقدير.. ليت الأحزاب التي ظلت تمطرنا على مدى عقود بأكملها عن دروس الديمقراطية تخضع هذه التجربة للاعتبار والتعلم والاقتداء !

وقديما قيل إن فاقد الشيء لا يعطيه.. فالآن إذا نزل حزب عريق مثل حزب الأمة القومي إلى خوض ماراثون داخلي.. ستجد ﻻ محالة أن على الأتباع أن يختاروا بين اثنين لمنصب رئيس الحزب وزعيم الأمة وإمام الأنصار.. أن يختاروا بين السيد الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي.. وبين السيد الإمام المهدي!! وهل تقوى ماكينة الديمقراطية داخل هذا الحزب على سبيل مثال الأحزاب التاريخية أن تنتخب ذات يوم رئيسا وإماما من خارج دائرة المهدي! لهذا لم يكن بليغا أن يحدثنا الآخرون عن أدبيات الديمقراطية الموءودة و.. و..

يفترض أن نحتفل عند نهاية هذه الماراثونات بأتيام الحكام والمدربين والفنيين والمنظمين قبل أن نحتفل بالرئيس القادم.. لأن البطولة في أنصع صورها هي الدوري الانتخابي.. وبهذا يظلم المؤتمر الوطني والتاريخ والتجارب الفكرية من يضعه في خانة الأحزاب الحكومية التي ثارت عليها شعوب الربيع العربي و.. و..

شكرا للمؤتمر الوطني على هذا الدرس البليغ..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]