عبد اللطيف البوني

ليس لنا من وطن سواه


[ALIGN=CENTER]ليس لنا من وطن سواه[/ALIGN] بخيتة بت حاج الطاهر عرفت بأنها (قوالة) أي نقالة كلام بين الناس ولا تحب الستر، فأحتجت ذات يوم قائلة (الناس دي كلها ماعندها كلام غير بخيتة قوالة بخيتة قوالة أنا كان قوالة ما كنت قلت نسيبتي سوت…….. وعمي……. سوا…….. وود ناس……. سوا…….. وبت ناس……. في الجامعة حصل ليها………) وهكذا طفقت في تصفح دفتر الفضائح ذاكرة الأسماء والأفعال.
مناسبة هذه الرمية رسالة رقيقة من أستاذ لي أجله وأحترمه وصلتني على البريد الالكتروني من الخارج يقول لي فيها انه من خلال متابعته لاخبار السودان من الصحف يشعر بقلق شديد ويشعر بأن خطراً داهماً في الطريق، ويتساءل هل الصحافة قرنا استشعار أم انها تبالغ في وصف الأوضاع، فإن كانت الأخيرة فلابد لها من مراجعة مسيرتها هذه حتى لا تكون أداة ترهيب.
على حسب علمي ان الصحافة السودانية التي على الانترنت هي الصحافة السياسية لا أدرى ماذا كان سيرى أستاذنا لو كان مطلعاً على الصحافة الاجتماعية؟حتما سيرى العجب العجاب ونحن لا نلوم هذه الصحافة لأنها تنقل الواقع من جرائم أخلاقية ومالية وتفلتات أسرية، فالسودان لم يعد ذلك المجتمع التقليدي المنغلق الذي يدير شئونه بالأعراف والتقاليد، فضريبة الحداثة لابد أن يدفعها هذا المجتمع الانتقالي وبعد عقود من الزمان سيتطبع المجتمع مع الكثير الذي يقلقه الآن، فهذه سنة الحياة اذا رأينا أحوال غيرنا من المجتمعات المجاورة سنحمد الله كثيراً اننا مازلنا متمسكين بقيم فاضلة.
عودة للصحافة السياسية، ففي تقديري انها تؤدي دورها كما ينبغي، فحركة التدافع السياسي لابد من رصدها بأمانة وتنبيه القائمين بها الى المزالق التي يمكن ان تؤدي اليها، فترك السياسيين حاكمين ومعارضين (على كيفهم) سيودي بهذه البلاد الى التهلكة، فالرأى العام الذي تقوده أجهزة الاعلام هي الذي يجب ان يتحكم في أفعال السياسيين وأقوالهم، فالسياسيون يحكمهم انتماؤهم الحزبي هذا اذا لم نقل مصلحتهم الخاصة كما ان الاعلاميين ليسوا معصومين من الخطأ ولكن الرأى العام هو القاضي الذي يحكم على الجميع، فطالما ان الخطاب موجه للرأى العام فهو الذي يحكم عليه وهذه الامة ان شاء الله لن تجتمع على ضلالة.
ولكن رغم كل الذي تقدم الا انه يمكننا القول ان هناك عدة سودانات، فالسودان السياسي يمكن ان يوصف بأنه (سجمان ورمدان) ولكنه حتماً سيتعلم من أخطائه. وهناك السودان الاجتماعي أي سودان غير المشتغلين بالسياسة، فهؤلاء رغم المعاناة ورغم ان السياسة تتدخل في معيشتهم الا انهم (ضاربين الهم بالفرح)، فحياتهم تمضي كالعادة وكما غنى الدوش (لسه في ناس تعرس وتنبسط) والحمد لله (الحول بي زول) صيوانات الأفراح والأتراح تقاربت من حيث المظهر، ميادين الرياضة مليئة بالرواد (هلال مريخ ما تديك الدرب) متابعة الفضائيات (مش حا تقدر تغمض عينيك) والمغنين والمغنيات اكتر من الهم في القلب (وآخر قنبلة).
قصدنا القول انه رغم بروق ورعود السياسة فإن الحياة الاجتماعية تمضي في السودان بذات الوتائر المعروفة مع اختلاف كمي ولكن الاخوة الموجودين في الخارج لا تصلهم إلا الأخبار والتحركات السياسية (المهببة وحتى هذه استقبالها في الخارج يكون بتفاعل أكبر لأنه في الغربة (الهم بدل واحد يبين همين) كما غنى ود اللمين. ونقول للذين أمضوا في الخارج فترة طويلة قد لا يجدون سودانهم القديم لكن برضو بربي أي كما يقول المثل (ما متل ابوك ولكن……).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ15/7/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. الأستاذ الفاضل عبد اللطيف البوني التجلة والأحترام لشخصك ومايكتب لمقالاتك الهادفة. بعد الأذن السماح لابداء رائى (وقد يكون غير صائبا). قبلها اوجه مقصدى لأمثال بخيتة هذا ان من ستر مسلما ستره الله دنيا وآخرة، هذا ان كان علي المسلم فضيحة كما يزعم. ملاحظ اننا ( أقصد كسودانين، وبعد الاذن ان اتحدث بصفتى سودانية) لا نتقبل الرأئ المخالف بسهوله ، رغم الهتافات والشعارات البراقة. بل المصير هو الزجر والطرد دون وضوح للرؤيا ، بل ربما يكون الطرف الاخر مندهش لهذا التصرف دون معرفت المقصد. بمناسبة الرسالة التى وصلتك، أحب ذكر قول دكتور من الدكاترة ذات الشن والرن عن رائه عن بعض الصحافيين ” غير الشمارات وشيل الحس ، عندهم شنو؟” ياترى ماهو السبب الذى يجعل عقل كهذا أن يأخذ انطباع مثل ماذكر ؟!. بالطبع الرأئ لا يعبر عن اراء الأخرين ، وكذلك أحسبه لا يعنى العموم . مالهدف من الصحافة؟ هذا هو المحور الجوهرى. وكيف القيام بالعمل( سوى صحافة وغيرها) بوجه يرضى الله ورسوله مع اخلاص النية ؟ تاااااااني وثالث والي زوال الدنيا. رفع الله شأنك وعلىّ صوتك لاظهار الحق. (الرجاء النشر)

  2. ياودبلدنا ياشهير لماذا لاتتزكر ناس الكهرباء كماتقول الناس تشاهد فى الافلام والمباريات صراحة انت خير دليل متى استمرت الكهرباء مباراة كاملة ومتى شاهدت مسلسل كامل وهل صليت الترايح كاملة والكهرباء موجودة
    اخى امس فى قرية التى هل تعلم اخى البونى يعلموهم ان انقطاع الكهرباء عن طريق الميكرفون ومتى تباشر اعمالها
    هل تعلم امس القريبة اتت كمية من الدفارات وذلك لصيانة الكوابل وهى تحمل اسك وذلك يغرض الصيانة
    هل كل من حمل السلاح او ظاهر او احتج يعطى حقوقه
    الا تعلم هذه الجهات ان امثال التى موجودين بكثرة
    لماذا لاتتكتبون باسم هذا الشعب الجبان