أبشر الماحي الصائم

شيخ حسن.. عقد من العزلة


[JUSTIFY]
شيخ حسن.. عقد من العزلة

من أميز المشاركات التي حظيت بها جلسات المؤتمر العام هي كلمة الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي.. الكلمة ألهبت وجدان الإسلاميين وأعادت إليهم ذكريات الحركة الإسلامية الأم وأيامها ومواقفها ومنابرها وشعاراتها وأشعارها.. بدا الرجل الذي يمضي في السبعين برفق كما لو أنه ابن الأربعين.. كما العباسي في ملهمته:

يا بنت عشرين والأيام مقبلة .. ماذا تقولين في موعود خمسين

ظهر الدكتور الترابي بنفس البريق القديم الجديد، وبذات الحنجرة الذهبية، والصوت المحفور في وجدان الكتلة الإسلامية الأم وذاكرة الأجيال، فهذا الصوت صوت الشعب.. وهذا الشعب شعب مسلم.. ﻻ شرقية وﻻ غربية إسلامية مية المية.. هكذا احتدمت أشواق الإسلاميين إلى العودة والوحدة بحيث لم يخيب دكتور الترابي ظن أشواقهم وهو يقول بوضوح أكثر.. إن المنطقة من حولنا تمور بالاختراقات والفتن والاحترابات، فلابد من تجنيب بلدنا تلك الحالات بالتوحد والتبصر والتعقل والحوار الوطني.. تمنى شيخ حسن أن يقابل الله بعمل الوحدة الإسلامية والتلاقي والتناصر وتفجير إمكانيات الدولة السودانية وتكاتف أهلها وتوحد شعبها و.. و..

ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يشهر فيها الزعيم الإسلامي أدبيات عودة التفاهم واللحمة بين جناحي الإسلاميين، وإن احتفظ كل واحد منهما بمؤتمره.. وكما يقول العامة إن الجماعة بهذا تكون قد (فكت آخرها)!! لطالما قال الأخرون إن عمليات الحوار الوطني لم تكن إلا واحدة من مقدمات التقاء الإسلاميين السودانيين مجددا.. وإن الدكتور الترابي قد عاد مرة أخرى إلى كابينة قيادة التفكير والتنظير سيما أن عمليات الحوار تحمل بعض بصماته.. ومن المفارقات أن الإسلاميين يدعون إلى تماسك الكتل السياسية الأخرى والتفافها واصطفافها حول مشروع المرتكزات الوطنية.. بينما الأخرون يخشون عمليات اصطفاف الإسلاميين.. فمهما يكن من أمر فإن ظهور الشيخ الترابي في منشط المؤتمر الوطني بالأمس.. مرة وهو يحتضن إخوان الأمس بحميمية.. وأخرى يعبر صراحة بحاجة البلد إلى التماسك والتصالح لمواجهة المهددات التي تتربص ببنيان الدولة.. قد أعطى رسالة واضحة وقوية بأن عصرا جديدا وتاريخا يكتب الآن في سجلات الإسلاميين.. رضي من رضي وأبى من أبى.. وبرواية محلية.. سجن سجن وغرامة غرامة.!!

وهذا يعيدنا للسؤال القديم الجديد.. هل كان الإسلاميون أصلا في حالة قطيعة.. أم أن الدكتور الترابي كان في حالة خروج مؤقتة؟.. فالمجددون والصالحون تعتريهم حالة الخروج أسوة بالأنبياء والمرسلين.. وبلغة السياسة لم تكن المفاصلة إلا وسيلة لشراء الوقت وعبور المرحلة وتجنيب البلاد فتنة.. لا تصيبن الذين حكموا خاصة.! يتساءل أحدهم كما يقول فيصل القاسم ..

في خلاصة الأمر يمكن القول بأن شيخ حسن بهذا الظهور والخطاب الجهيرين قد أنهى أكثر من عقد من القطيعة مع شقيقه المؤتمر الوطني.. على أن طريقا جديدا يرسم بين يدي أعتاب وﻻية جديدة لحكم الإسلاميين ..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]