من طيبة إلى كدباس.. السجادة تنتفض
مثيرة للانتباه الحركة الدؤوبة التي يضطلع بها هذه الأيام الشيخ محمد الجعلي وريث السجادة القادرية بمشيخة كدباس.. أدام الله عليه نعمة العافية والدعوة والإصلاح.. ومكمن الانتباه ناتج عن أن الناس هناك لم يعتادوا على مثل هذه التحركات والزيارات التي يقوم به هذه الأيام شيخ محمد.. فالسجادة القادرية في كدباس بغرب مدينة بربر التي يقوم تاريخياً على سدانتها ورعايتها أسرة الشيخ الجعلي القادري.. عُرفت سجادة محافظة وتقليدية، وهي تراوح مكانها في التربية والإصلاح.. فلم يعرف للسادة القادرية بكدباس خروجهم إلا للاستشفاء وواجب العزاء في فقد كبير.. فعلى سبيل المثال قد اعتدنا على الزيارة التاريخية التي يقوم بها الراحل الشيخ البرعي والسادة السمانية من الزريبة إلى الشكينيبة.. ولم يكن لذلك الحدث ما يماثله في كدباس.. وتتجلى أيضا محافظة السجادة القادرية بكدباس في أنها لم تكن كسجادة طيبة التي يديرها الشيخ (التقدمي) أزرق طيبة.. والعبارة الأخيرة أخذتها طازجة من مقال الأخ الزميل الأستاذ محمد لطيف الذي جاء تحت عنوان (من بري إلى طيبة.. خميس طويل).. المقال الذي اجتهد أن يقرأ تحركات الشيخ أزرق طيبة لجمع كلمة المعارضة على كلمة سواء!! وهذا على سبيل مثال النشاط السياسي الذي لم نعتده في أروقة السجادة القادرية بكدباس.. طالما عكف الآباء المؤسسون للمشيخة بكدباس على ثلاث خصائص كريمة تتلخص في إطعام الطعام والصلح بين الناس وتعليم القرآن الكريم و.. و..
عندما يظهر هذا المقال يكون أبونا الشيخ محمد القادري قد ختم جولته التاريخية التي شملت كل المشيخات في المنطقة من القدواب، حيث آل الشيخ البدري إلى الرباطاب.. لتنتهي الجولة وتبدأ تتفجر التساؤلات والقراءات حول دوافع الزيارة ودلالاتها.. وإن كانت ثمة إشارة قد وردت لمشيخة كدباس من المشيخة القادرية الأم التي يديرها الشيخ التقدمي أزرق طببة.. حسب صديقي لطيف.. للقيام بدور بطبيعة الحال لن يكون لصالح حزب المؤتمر الوطني.. كأن يكون القوم.. قوم الشيخ عبدالقادر الجيلاني بالسودان.. قد حزموا أمرهم للملمة صف المعارضة بين يدي الانتخابات المرتقبة لتشكيل حلف كبير تحت لافتة السجادة الصوفية ﻻ يعزل اليسار وربما يتصل بالجبهة الثورية.. وذلك نظرا للعلاقات الفكرية والاجتماعية التي تجمع بين الشيخ القادري الأكبر أزرق طيبة بالرفاق عرمان وعقار وباقان.. وربما يذكر الجميع زياراتهم المتكررة لطيبة إبان وجود الحركة الشعبية بالخرطوم !!
وهل صحيح أن المشيخة القادرية لم تحظ في عهد الجنرال الهادي عبدالله بالاهتمام اللائق.. لدرجة احتدام نشاط الحركات السلفية في عقر دار المشيخة بكدباس والغبش، بحيث أصبح للسلفيين صوت ومساجد وخطاب جهير!! مما يحسبه القوم خصما على منافذهم التاريخية !! مجرد تساؤلات!!
مهما يكن من أمر فإن للأكمة ما وراءها.. ويقرأ كل ذلك مع نفوذ المشيخة الجعلية القادرية في معظم معاقل وﻻية نهر النيل حال تمايزها عن الحزب الحاكم.. أم يا ترى أن الأمر برمته يصب في صالح جلب مزيد النشاط والاحتشاد لانتخابات حتى الآن يهرب منها الجميع !!
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]