اتحاد “ولاة” كرة القدم
* لهث محموم.. ركض غير مبرر.. وتمتمات غير مفهومة تخرج من بين شفتي الطبيب بعد أن حاصره أهل الأم التي تنتظر أسرتها الاحتفال بمولودها الأول مستفهمين بقولهم: (أها يا دكتور بشِر ولد ولا بت.. وعمليتكم مالا اتاخرت كدا.. معقولة ولادة سبعه ساعات كاملة.. ما تتكلم يا دكتور مالك اتبومت النسوان ديل دايرات يزغردن ويوزعن الحلاوة ؟؟).
* والدكتور الذي يتصبب عرقاً ويتدفق انتهازية، كان الأحرى بالخجل أن يُبلِل رأسه قبل أن يجيب بقوة عين: (حقيقي العملية كانت صعبة وخياراتنا محدودة وما كان قدامنا غير خيار نضحي و…) وقبل أن يكمل حديثه الذي بات واضحاً من عنوانه، يلتقط والد الزوجة التي ترقد ممددة داخل غرفة العمليات القفاز بكثير حكمة وعميق إيمان ليخفف على أفراد أسرته هول الصدمة مستبقاً دوي عاصفة الفجيعة لمن يترقبون قادم جديد بقوله: (عارفين يا دكتور انتو ما بتقصروا، لكن الحذر ما بنجي من القدر.. وطالما ضحيتوا بالجنين عشان تنقذوا الأم إن شاء الله ربنا يعوضا.!)، والدكتور يرد بوقاحة نافياً: (لا ما ضحينا بالجنين عشان ننقذ الأم.. العملية خلتنا أمام خيارات محدودة فضحينا بالجنين والأم عشان ننقذ المستشفى).!!
* والقصة التي كنا نحكيها عن الاتحاد العام لكرة القدم في مثل هذه الأيام من العام الماضي، تعيد إنتاج نفسها من جديد في ذات التوقيت.!!
* يُضحي الاتحاد العام لكرة القدم بالأم والجنين كي تسلم المستشفى وتظل واقفة لسنين طويلة حتى ولو تحول المبنى من (مشفى) إلى (مقبرة) ..!!
* اتحاد معتصم جعفر يسعى جاهداً لخطب ود المؤتمر الوطني ولو كلفه ذلك إراقة ماء وجه الكرة السودانية، ورهان قادته في العودة للكرسي دعم حزبي غير مستحق بعد تقديم تنازلات لا تتسق وقواعد اللعبة إن لم تعرك أنف كبرياء عشاق المستديرة بالأرض.!!
* قرر اتحاد معتصم العام الماضي إقامة مباراة القمة (التي انسحب منها الهلال) – على نهائي كأس السودان بمدينة الدمازين، و(القنابير) التي تنسدل من الرؤوس لتزين كتوف الناس لن تقنعها حجة واهية ورواية ساذجة مفادها أن مشروعا كبيرا بدأه الاتحاد العام لإقامة مباريات نهائي كأس السودان سنوياً بمدن البلاد المختلفة، واختار الدمازين (حاضرة ولاية النيل الأزرق) لتشهد تدشين مشروع الطواف بصورة عفوية وخالية من أية (أجندة سياسية)..!
* انتقل مولانا أحمد هارون من كرسي ولاية جنوب كردفان التي (شاركت في تنظيم سيكافا) إلى ولاية شمال كردفان، فتم اختيار الأبيض لتشهد نهائي كأس السودان.. (وقنابير أخرى غير التي ظهرت على رؤوسنا عند اختيار كادوقلي لاستضافة سيكافا إبان فترة أحمد هارون أقنعتنا بأن الأمر محض صدفة) ..!
* منح الاتحاد (ولاية أحمد هارون) حق تنظيم نهائي كأس السودان بين فريقي القمة مع أن استاد الأبيض لم يكن جاهزاً لاستقبال (ديربي عروس الرمال) ..!
* قلنا إن كادوقلي دخلت من قبل مغامرة غير مأمونة النتائج إبان عهد مولانا أحمد هارون بالمشاركة مع ولاية شمال دارفور في استضافة بطولة سيكافا، وغياب صوت (الكاتيوشا) الذي يصعب حجبه استراتيجياً لنوعية السلاح، ومناورة الحركات المسلحة، وطبيعة المنطقة، جعل أيام البطولة تمضي بسلام دون خسائر تذكر، ويومها (تبكم) اتحاد (ولاة) كرة القدم ولم ينبس ببنت شفة مع أنه يعرف حجم المخاطر والمآلات السالبة التي يمكن أن تحدث للفرق المشاركة وفداحة الضرر الذي سيصيب البلاد إذا حدث ما لا يحمد عقباه .
* الآن تم تفسير اغتيال فرحة مريخ كوستي بحيثيات شكوى – تحوم حول إجراءاتها الشبهات – ومنح هلال الأبيض مقعداً بالدوري الممتاز بأنها محاباة لهارون الذي لم يُقصِر في التعاون مع الاتحاد بأنه نوع من الوفاء و(رد الجميل) ومشاركة فاعلة في (النفير) ..!
* وضع اتحاد (ولاة) كرة القدم نفسه على مرمى حجر من الاتهامات، وعليه أن يدافع عن نفسه ويقدم ما يقنع الناس من مرافعات ..!
* الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يساند الاتحادات (المنتخبة) في (تمكين) قراراتها ويرفض تدخل السلطات بمختلف مستوياتها في كل البلدان، وإن سعت سلطة ما لفرض أسماء أو اتخاذ قرارات رغم أنف الاتحاد، فعلى البلد المعين أن يؤسس امبراطورية كرة قدم لوحده وينكفئ في التنافس على ذاته، لأن الفيفا سيعصف به من الخارطة الكروية الإقليمية والدولية، ولن يسمح للفرق والمنتخبات أن تشارك في بطولاته. وهذا الاستبعاد أقصى عقوبة يمكن أن تلحق بالكرة في أي بلد .!
* الحكمة في حماية الفيفا لاتحاداتها تكمن في حفظ ثوب كرة القدم ناصعاً ونظيفاً دون أن تمتد له أيادي التلوث السياسي، والتشدد (الفيفاوي) الذي يمثل حصانة لكل اتحاد يفقد معناه عندما يتحول الاتحاد لأداة تنفذ أجندة سياسية لمصالح ذاتية تعجز السلطة الرياضية بالبلاد نفسها عن التفكير فيها، ناهيك عن التوجيه بتنفيذها، وما أسوأ من تجيير الرياضة لصالح السياسة سوى استخدامها كوسيلة آنية لتحقيق أجندة شخصية..!
* هل يعلم جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن اتحاد (ولاة) كرة القدم السوداني يلعب بالمستديرة بطريقة يحسده عليها ميسي لإحراز أهداف (أوف سايد معلومة العائد)، وقبل أيام أراد إرسال المريخ والهلال إلى الأبيض مُضحياً بالفريقين والأم والجنين والجماهير كي ينقذ مستشفى تجميل صورة الولايات و(تكبير كوم النفير).!؟
نقش أخير
* المشاركة مع أحمد هارون في نفير شمال كردفان لا تتم بمنحه مقعدا في الدوري الممتاز ..!
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي