الطاهر ساتي

يا سادة .. أين هذا المواطن ..؟؟


[ALIGN=CENTER]يا سادة .. أين هذا المواطن ..؟؟ [/ALIGN] ** عبد المطلب محمد فضل ، في العقد الرابع من عمره ، مهندس بشركة أفريكن لوجستك ، متزوج وأب لطفلتين .. هكذا تقول بطاقة مواطن سوادني مفقود بجنوب البلد منذ عامين .. ونأمل أن يقرأنا اليوم السادة : النائب الأول لرئيس الجمهورية ، وزير الداخلية ، نائب رئيس حكومة الجنوب ، و مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية .. ونحسب أن هؤلاء هم ولاة الأمر المناط بهم معرفة مصير هذا المواطن الذي ذهب إلي الجنوب للتعمير وليس للحرب .. ولهؤلاء وغيرهم نحكي قصة عبد المطلب ..!!
** إلتحق بتلك الشركة في 19 نوفمبر عام 2007 ، كمهندس موقع للإشراف وتنفيذ عقودات الشركة مع بعثة الأمم المتحدة والخاصة بتوريد مواد بناء إلي مواقع عمل بمدينتي جوبا و ياي .. في نوفمبر من ذات العام ، وبعد أسبوعين من اتصاله بأسرته ، آخطرت رئاسة الشركة الأسرة بأنها فقدت اتصالها معه ، وكان ذلك بتاريخ 19 نوفمبر 2007 ،ذهب بعض أفراد الأسرة إلي جوبا ، فبحثوا هناك في أقسام الشرطة والمشافي و كل مواقع الأجهزة الأمنية ، فلم يجدوا له أثرا .. فتحوا بلاغا بالقسم الشمالي بجوبا ، واستخرجوا نشرة جنائية عرضها تلفزيون وإذاعة جوبا ، وكان ذلك في 28 ديسمبر 7002 .. !!
** أثناء رحلة البحث علمت الأسرة بأن عبد المطلب غادر جوبا يوم 23 أكتوبر ، متوجها إلي ياي ، حيث أقام بفندق نيو طوكيو ، بالغرفة رقم (3 ) ..وفي مساء 28 أكتوبر ، أى في اليوم الخامس من الإقامة ، جاء الي الفندق أفراد – أحدهم برتبة رائد ومعروف في المنطقة – وأخذوا كل مقتنياته : جهاز لاب توب ، جهاز هاتف سيار، وأمواله التي كانت بطرف أمانات الفندق ..ومنذ هذا الحدث اختفى عبد المطلب ..، وفي ذلك الوقت ، تأكدا من الحدث وصحته .. وبلغا به بعض أفراد أسرة عبد المطلب ..وفيما بعد وعدهم رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي ومدير استخبارات الحركة ، آنذاك ، بالبحث عن ابنهم ، ولكن الي يومنا هذا لاحس ولا خبر ..!!
** والمعلومة المهمة هي أن اللواء توبي مادوت ، والذي كان معتقلا في سجن قنديلا ، قال في ثنايا حوار صحفي بصحيفة الانتباهة بتاريخ 10 يوليو 2008 ، بالنص : ( كنت معتقل بسجن قنديلا الذي يتواجد به عبد المطلب ) .. واثر هذه المعلومات ، تحركت الأسرة للمرة الثانية الى هناك ، وخاطبت السادة : النائب الأول لرئيس الجمهورية ، نائب رئيس حكومة الجنوب ، وزير داخلية حكومة الجنوب ووزير دفاع حكومة الجنوب ..ولكن إلي يومنا هذا لم يرد أحد من السادة على خطاب الأسرة ، بحيث يخبرها بمكان وأسباب الحبس أو متى سيطلق سراح
ابنها أو إن كان على قيد الحياة .. لم يردوا على استفهامات الأسرة .. حتى اليوم ..!!
** للأسف ، الشركة التي يعمل بها عبد المطلب مهندسا ، أفريكن لوجستيك ، لم تبذل أي جهد في مسيرة البحث هذه .. وليتها اكتفت باللامبالاة ولعب دور المتفرج فقط ، بل تمادت في سوء التصرف وخاطبت مكتب العمل لتخطره بإيقاف راتب واستحقاقات مهندسها هذا ، بحجة أنها لن تدفع راتبا لعامل مفقود إلي ما لانهاية .. هكذا سلوك هذه الشركة في هذه القضية ، وكأنها لم ترسله إلي تلك الأدغال والأحراش ودولة اللاقانون ليشرف وينفذ مشاريعها ..وعندما سألت شقيق المفقود عن رد فعلهم ومايجب عليهم أن يسلكوه في درب قانون العمل للحفاظ وحماية استحقاقات شقيقهم من الهضم والانتهاك ، رد قائلا بحزن : همنا الأساسي الآن هو ( أين شقيقي ..؟ ) ..!!
** نعم، هذا يجب أن يكون هم كل الأطراف ، ولاة أمر الجنوب وولاة أمر المفقود .. ولكن لحين العثور عليه حيا بإذن الله، أو بمايفيد بأن قدرا سماويا قد حدث له لاقدر الله ، فإلي حين هذا أو ذاك يجب على الشركة التي بعثته الي تلك المأمورية أن تتحلى بقليل أخلاق تقاسم بها أسرة مهندسها المفقود بعض رهق الحياة ، وليس من شيم شرفاء بلادي – يا مدير الشركة – أن تنتهج شعار : نأكلك لحم ونرميك عظم ، مع العاملين معك في تلك الشركة ، وضع نفسك الفانية يوما ما في مكان عاملك المفقود هذا ، ثم ضع أسرتك الكريمة في مكان أسرته الكريمة ، ثم فكر في تصرفك هذا وإن كنت ترضاه لنفسك .. والمهم ، كل المأساة يجب أن توضع بين يدي ولاة أمر حكومة الجنوب التي ترفع شعارات من شاكلة : حقوق الإنسان وغيرها .. فحقوق المهندس عبد المطلب محمد فضل وأسرته مهضومة بطرفكم …..!!
إليكم – الصحافة الاحد 19/07/2009 العدد 5770
tahersati@hotmail.com


تعليق واحد

  1. لاحول ولا قوة الا بالله
    هذه شركة مقاولات ولا شركة تصفية جسدية واعتقد من اسمها دا انها كذلك فيحق لمكتب العمل تقفيل هذه الشركة طوالى لو اصلا بتهمل فى موظفيها وعامليها .