مكي المغربي

كيري كرتي … من أجل السلام وكدا!

[JUSTIFY]
كيري كرتي … من أجل السلام وكدا!

الإتصال الذي تم بين جون كيري وعلي كرتي لا يمكن تفسيره إلا بعد قراءة الورقة التي أعدها وليد فارس … أمريكي من أصل لبناني.

الورقة الأخرى أعدها أدوتي أكوي … أمريكي من أصل غاني … والصورة لا تكتمل إلا بشهادة برندر قاست وإجابات دونلاد بوث … والعنوان الكبير وهو “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه السودان وجنوب السودان”.

ضع خطا تحت “جنوب السودان” وأعلم أن هذه الندوة التي تمت في الكونغرس كانت في فبراير الماضي بعد أن سالت الدماء في جوبا واندلعت الحرب في جنوب السودان وارتبكت الحسابات في “الدولة الوليدة”!

حديث رئيس اللجنة كيرستوفر سميث في تقديري لم يكن مهما … وحديث برندر قاست كان مكررا ودونالد بوث لم يتحدث … نعم صحيح تكلم ولكنه لم يقل أي شيء ..!

وليد فارس وأودتي كانوا هم الخبراء الذين أوكلت لهم القضية والبقية كانوا الإطار السياسي … ولذلك حوت ورقة وليد خرائط ومعلومات بينمت اختصرت بقية الأوراق على “حكي سياسي”!

وليد تحدث عن ضرورة جمع الفرقاء السودانيين من المناطق الخمس وليس المنطقتين … وعن ضرورة أن يكون اللقاء مع الخرطوم وليس ضد الخرطوم وأن تكون هذه المفاوضات في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة … بينما تكون أمريكا هي الجهة الداعية للمؤتمر!

والأمر يشبه “الإيقاد القادمة على صهوة جواد أمريكي” كما كتب زميلنا د. عصام محجوب الماحي قبل ميشاكوس في الوقت الذي كان الناس يتخبطون فيه ما بين “المشتركة” ومطالب المعارضة وفق ميثاق أسمرا!

هذه المرة منظمة الأمم المتحدة قادمة على يخت أمريكي … شديد الشبه بالتايتانيك …!

والذكاء الأمريكي يريد أن يضرب عدة عصافير في مؤتمر واحد يقام في نيويورك … فالحكومة السودانية طرف أساسي في هذا المؤتمر المصيري الذي يجلب السلام للسودان وعليه لا بد من إحترام الحكومة السودانية ومن يمثلونها “من أجل السلام وكدا!”

وأي إجراءات سابقة في مواجهة من يمثلون الحكومة السودانية يجب تجميدها … بما في ذلك الجنائية؟ نعم بما في ذلك الجنائية … “من أجل السلام وكدا”!

والثمن الباهظ الذي يجب أن تدفعه الحكومة السودانية أن تساوي نفسها بأضلاع المثلث الخمسة … وتقر أنها لا تمثل الشمال النوبي ولا الشرق ولا دارفور ولا جبال النوبة ولا النيل الأزرق … إنها تمثل المركز الأصولي المتسلط … ولذلك يجب أن يتم الضغط على الخرطوم حتى تقبل!

الضغوط لم تنفع … نلجأ للإغراءات … “من اجل السلام وكدا”!

وبوث يقول نحن جاهزون للنقاش والخرطوم “تصهين” … الندوات تلعلع في المجلس الأطلنطي في مطلع اكتوبر والخرطوم “تصهين” وفي النهاية يتصل كيري مباشرة بالحكومة السودانية ويستمع لعلي كرتي وهو يتحدث عن الوعود الأمريكية الوهمية … ويرد كيري بلباقة … “من اجل السلام وكدا”!

ولكن الحكومة السودانية “من أجل السلام وكدا” سترضى بالحوار حول العرض المغري وستركب اليخت إذا ركبه كيري … نعم كيري وليس أوباما…. لأن كيري متزوج من السيدة هاينز وهي مالكة أشياء كثيرة ومنها هذا الكاتشب الموجود في كل البقالات السودانية رغم أنف المقاطعة … “ومن أجل البيتزا وكدا”!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. على الجميع أن يعلموا أن هذا التقارب سيكون للضغط لإعادة توحيد جنوب السودان مع السودان!!! ولكن فليعلم الجميع أن هذا الأمر لن يتم مهما كانت المُغريات الأمريكية، وعلى الحكومة أن تطرح الموضوع للاستفتاء على الشعب السوداني في الشمال فقط ، مثل ما أصرّت سوزان رايس أن إستفتاء الإنفصال يكون للجنوبيين فقط. ويكفي يا حكومة تجاهُلك لرأي الشعب السوداني، كفااااااااااااية.