عبد الجليل سليمان

الشعب السوداني والمرحوم رونالد

[JUSTIFY]
الشعب السوداني والمرحوم رونالد

خلص الطبيب الشرعي بعد فحصه جثة (رونالد أوبوس) إلى أنه مات من جرح طلقات نارية في الرأس، المتوفي ألقى بنفسه من أعلى مبنى مكون من عشرة طوابق (وترك مذكرة يوضح أسباب انتحاره).

أثناء سقوطه من الطابق التاسع، أتته طلقه في الرأس من المبنى المقابل قتلته على الفور. وكان من الممكن أن يتم إنقاذه لولا الطلقة النارية، إذ أن جثته سقطت على شبكة وضعها موظفي الأمن على الطابق الثامن لحماية عمال النظافة أثناء تنظيف المبنى في تلك اللحظة. فبذلك يكون السبب الحقيقي وراء وفاته هو الطلقة النارية. ولكن من أين أتت الطلقة التي قتلته في تلك اللحظة؟

تبين لدى المحققين أنها أطلقت من الشقة المقابلة، أثناء مشاجرة دارت بين رجل مسن وزوجته. إذ كان الرجل العجوز في تلك اللحظو يهدد زوجته بمسدس وضغط على الزناد فخرجت الطلقة واتجهت نحو النافذة.

عند التحقق من الجثة فوجئ الرجل العجوز وزوجته أن المتوفي هو ولدهما رونالد، وحدثت المفاجأة أثناء التحقيق حين شهد أحد أصدقاء رونالد بأنه كان معه، وهو يضع الطلقة في مسدس والده قبل يومين من انتحاره. فـ (رونالد) كان يعلم أن والده يهدد أمه دوماً بهذا المسدس الفارغ، وكان رونالد على علاقة سيئة مع أمه، إذ كانت تمنع عنه النقود والأموال، وكان في حالة مادِّية صعبة، فقرر الانتقام منها بهذه الطريقة. وبهذا يكون رونالد هو الشخص الأساسي المسؤول عن وفاته وسجلت هذه القضية انتحاراً.

هنا في الخرطوم، يمثل الشعب السوداني (الفضل) حالة (رونالد)، والحكومة أباه، وأمه المعارضة، إذ يظلا يتعاركان في الفارغة والمقدودة، ويتركان ابنهما (الشعب) لمصيرة التعيس، حتى إذا ملّ منهما، وحشا مسدسيهما بالرصاص ليقتل أحدهما الآخر غير مأسوف عليهما (طبعا)، تنطلق بالرصاصة لتصيب الشعب مرة أخرى، وتسجل القضية انتحاراً، ويصبح المجرم والقاتل في كل الأحوال هو المرحوم نفسه.

اللهم ارحم الشعب السوداني وأغفر له، لقد عاش صابراً على ساسته ومفكريه ومثقفيه وحكامه، ومات ولم يتبق شبر من جسده إلا وبه أثر من ضربة سيف أو طعنة رمح (الفاااااااتحة)!!

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. لا فُضّ فوك لقد شخّصت ووصفت حالة الشعب السوداني و ما أمرضه طيلة الستين عاماً منذ الإستقلال(( يمثل الشعب السوداني (الفضل) حالة (رونالد)، [B]والحكومة أباه، وأمه المعارضة، [/B]إذ يظلا يتعاركان في [B]الفارغة والمقدودة،[/B] ويتركان ابنهما (الشعب) لمصيرة التعيس، حتى إذا ملّ منهما، وحشا مسدسيهما بالرصاص ليقتل أحدهما الآخر غير مأسوف عليهما (طبعا)، تنطلق الرصاصة لتصيب الشعب مرة أخرى، [B]وتسجل القضية انتحاراً[/B]، ويصبح المجرم والقاتل في كل الأحوال هو المرحوم نفسه.[COLOR=#FF3600]اللهم ارحم الشعب السوداني وأغفر له، لقد عاش صابراً على ساسته ومفكريه ومثقفيه وحكامه، ومات ولم يتبق شبر من جسده إلا وبه أثر من ضربة سيف أو طعنة رمح (الفاااااااتحة[/COLOR])!!))……..
    والله العظيم هذا بالضبط الحاصل في السودان!!! يا رب لُطفك على شعب أبَى حُكامه إلا أن يسوموه أسوأ أنواع العذاب منذ خروج الإستعمار( إلا بضع سنين لا يتجاوزن أصابع اليدين ” وكان حُكام هذه الفترة يقولون للشعب :[COLOR=#2A6417]أحكموا علينا بأعمالنا[/COLOR]“)وهو صابر يأمل في غدٍ أفضل ، ولكن متى يأتى الغد الأفضل ياااااااااا رب؟