أبشر الماحي الصائم

الحاج عطا المنان نموذجا


[JUSTIFY]
الحاج عطا المنان نموذجا

لو عكف ديوان الحكم الاتحادي على اختيار أفضل الولاة الذين مروا على ولايات السودان.. سيجد لا محالة أن تجربة المهندس الحاج عطا المنان بولاية جنوب دارفور على سبيل التجارب.. تستحق التوقف عندها طويلا.. لما كنت ذات شتاء أزور مدينة نيالا البحير سألت ابن الولابة سائق التاكسي الذي يعمل في هذه المهنة منذ ثلاثين عاما.. عن أميز الولاة الذين مروا على الولاية.. فقال مباشرة هو المهندس الحاج عطا المنان.. قلت لماذا؟! قال لأنه جاء إلى نيالا ليعمل ولا شيء غير العمل.. فلم يكن عنده شقيق أو ابن عم أو قبيلة في هذه الولاية.. يضيف الرجل بانفعال.. إن هذا الطريق والمطار الذي نذهب إليه من صنع الرجل المهندس ولا تنس المستشفى والمدارس.. لكن ثمة إشارة هي لعمري الأبلغ في حديث رجل تاكسي نيالا.. وهي قوله إن التمرد نفسه يمكن هزيمته بالتنمية وليس بالبندقية لطالما حمل بعضهم السلاح لمسوغات التنمية والعمران و.. و..

فالحكمة ضالة المؤمن ولو لم يجدها في حديث وال ووجدها عند سائق تاكسي أخذها وعمل بها.. والحال هذه.. فبدلا من الانشغال بكلام السيد الوالي وتصريحاته انشغلت فقط بما أدلى به صاحب التاكسي مجانا.. أن يقول لك ابن ولاية قح إن أفضل الولاة الذين مروا على ولايته هم من الذين أتوا من خارج الولاية.. فلعمري هذه وحدها تهزم ادعاء الكثيرين.. على أن الجماهير لا تتمسك بأبناء ولاياتها إن لم يحسنوا توظيف الموارد والمعطيات.. فالجماهير تنشد التنمية والأمن والخدمات عند أي وال وجدتها أخذتها وكانت أحق بها ونال رضاءها.. وكثيرا ما يصبح أبناء الولاية متهمين في ولاياتهم وإن عدلوا بين مكونات المجتمع وجهات الولاية.. فعلى الأقل إن تجربة الوالي كبر الناجحة يكاد يهزمها السيد موسى هلال الذي يرى أنه آن الأوان لقبيلته أن تحكم الولاية.. ولا تستطيع أن تهزم هذه الفكرة تجربة ابن الولاية محمد طاهر أيلا الناجحة في ولايته.. فالنجاح في هذه الحالة رجل اسمه أيلا.. وبإمكانكم أن تدفعوا به إلى عطبرة ثم لتنظروا بعد ذلك إن لم تكن عطبرة الجديدة بورتسودان أخرى و.. و.. فالقصة فكرة وإبداع وإرادة يحملها الرجل، فأينما حل طبقها.. وفي المقابل إن الفشل رجلا أينما توجهه لا يأت بخير.. و.. و..

وإذا استعصم البعض في وجه هذه الأطروحة.. على أن الولايات في هذه الحالة تحكم نفسها وتدير شؤونها بأبنائها.. فهل الحكم غاية أم وسيلة للتنمية وصناعة الخدمات والرفاهية.. إذا كان ذلك كذلك فلا ينتقص من قدر الولاية أن تتفجر عمليات تنميتها على يد رجل سوداني من ولاية أخرى !!

غير أن أسوأ شيء يهدد بنيان دولتنا الرخو هو النزوع القبلي والجهوي الذي وصل حد الاقتتال في إقليم دارفور الكبير.. وفي هذه الحالة سيكون الحل ليس على يد رجل من القريتين عظيم.. وإنما على يد رجل محائد لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع وإنما فقط ينشد دولة قوة القانون لا دولة قانون القوى!! والله ولي التوفيق.

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]