أبشر الماحي الصائم

رسالة إلى هلالابي ليلة التشويش

[JUSTIFY]
رسالة إلى هلالابي ليلة التشويش

سُئل الشاعر التيجاني سعيد صاحب قلت أرحل وأخواتها.. سُئل ذات لقاء صحفي عن فريقه الرياضي المفضل وإن كان يؤازر نادي المريخ أو الهلال.. قال التيجاني إنه لا يشجع الهلال ولا المريخ.. أراد الصحفي المحاور أن ينقذه على افتراض أن هذا الموقف السلبي من الرياضة قد ينتقص منه مكانته رجلاً مثقفاً.. فقال له مستدركاً.. أظنك يا أستاذ فقط تشجع الفريق القومي السوداني.. قال التيجاني بجرأته المعهودة وسط دهشة الصحفي.. ولا الفريق القومي السوداني! وليته انتهي عند هذا الحد.. فأضاف.. ولو أن الهلال والمريخ لعبا مباراة قمة أمام بيتي لا أكلف نفسي مشقة فتح الباب لأتفرح عليهما !!

ولا أعرف إن كان أستاذنا الكبير التيجاني سعيد متعه الله بالصحة والعافية على ذلك الموقف القديم.. لأن كرة القدم على وجه التحديد لم تكن خيارا في حياتنا المعاصرة.. فلقد انحنى لسطوتها وجماهيرها واستثماراتها السياسيون ورجال الأعمال والإداريون.. ففي ميادينها واستاداتها ومونديلاتها الكتل الجماهيرية التي لا تتوفر لاي حزب حول العالم.. غير أن الأموال والاستثمارات التي تجري حول صناعتها قد أضحت مهولة جدا.. فسعر لاعب واحد في الأندية الرياضية العالمية يذهب إلى المائة مليون يورو قد يكون أعظم من رصيد بنك في الدول الفقيرة.. بل ربما لا يوجد الآن في هذا العصر حدث يفوق الاهتمام الذي يجده تنظيم كأس العالم و.. و..

حتى في السودان وبرغم كل ما يقال عن تدني لعبة كرة القدم إلا أن يوم التقاء فريقا القمة يصبح يوماً استثنائياً.. لا يستطيع أحد حتى من غير المشتغلين باللعبة أن ينجو من حالات الشحن والترقب التي تسيطر على الشارع.. الكل سيدرك منذ وقت مبكر أن الخرطوم على سبيل الاهتمام مقبلة اليوم على حدث مهم سيكون له ما بعده من دوي جماهيري عقب المبارة.. وحديث على الفضائيات وأحبار ستسيل لا محالة على ورق الصحف السيارة والإذاعات وكل مظان التجمعات و.. و..

الذي أشعل حالات الترقب لمباراة القمة الأخيرة يتمثل في الثلاثية المريخية الأخيرة التي أرهقت كاهل الهلال وجماهيره.. إن كان الهلال سيزأر وينتفض ويرد الاعتبار لتاريخه وجماهيره.. أم أن نادي المريخ سيواصل طوفانه و.. و..

أحد الإخوة الأصدقاء من أنصار مدرسة الشاعر التيجاني سعيد كان كل همه أن تنتهي القمة بالتعادل فقط لتنوم الخرطوم في جنح الدجى.. أعني لتنوم الخرطوم هادئة، وهو يدرك أن الأصل في القمة الكروية ليست الكأس في حد ذاته وإنما النصر والهزيمة.. فالكأس التي تأتي بالتعادل تفتقد طعم النصر والثأر والهدير الجماهيري!!

فلعمري، فقد انتصر صاحبي في قمة الأمس التعادلية التي ذهبت الجماهير بعدها لتنام ملء عيونها..

أخي محمد فضل هذا هو الحال في الخرطوم وفي القروبات الأثيرية التي نامت مبكرا.. لا أعرف كيف كان حالكم في المنطقة الشرقية وحال بعض الإخوة في جدة والرياض.. الراجح عندي أنهم قد اكتفوا بوليمة دجاج آسيوي محفوفة بالأرز أطفأوها بقليل من لبن البوادي المخلوط بالسفن أب ثم ذهبوا للنوم مبكرا.. على أن المسافة بين المريخ والهلال في هذه الكأس كالمسافة بين البوادي ولبن بلادي.. تصبحون على خير ..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]