أبشر الماحي الصائم

الوالي يُعيَّن ويُقال ويُجلد


[JUSTIFY]
الوالي يُعيَّن ويُقال ويُجلد

تنوم الخرطوم والنخب والمنابر وتستيقظ هذه الأيام على وقع سؤال مقلق.. إن كان الأجدر تعيين الوالي أم انتخابه!! ودعوني هنا ولصالح تركيز وجهة نظري التي خرجت لخدمتها.. أن استدعي ذلك المثل الإنجليزي الذي يقول (لا تعين من لا تستطيع أن تقيله).. بمعنى لو أننا أقدمنا على تعيين الوالي انتخابيا.. لم يكن بمقدورنا إقالته حتى تكتمل دورته الانتخابية.. وبين يدينا تجارب عديدة لولاة لم ينجحوا في إدارة ولاياتهم كان علينا أن ننتظر خمس سنوات للتخلص منهم وفق شرعية الانتخاب!!

وللذين لم يستوعبوا زعمنا (بالتعيين الانتخابي) عليهم أن يدركوا.. أن الحزب الحاكم عندما يعين والياً محدداً لخوض الانتخابات في ولاية محددة.. فإن جماهير هذه الولاية المحددة سينتخبون على سبيل المثال (الشجرة) التي أرسلها الحزب الحاكم.. وبالتالي سيفوز بطبيعة الحال الرجل الذي يجلس تحت الشجرة.. فقط أن الفرق هنا يكمن في أن هذا الوالي قد أصبح والياً بحكم شرعية الجماهير.. وبالتالي لا يمكن إقالته إلا بأمر الجماهير التي لا ذنب لها سوى أنها بصمت على اختيار المركز.. ذلك على طريقة الكوميدي عادل إمام (هو أنا حا أعرف أحسن من الحكومة)!! فيا جماعة الخير إن الديمقراطية في عالمنا الشرقي لا زالت في احسن صورها تخضع لمؤثرات عديدة منها القبيلة والطائفة والجهة والنخب !!

ولأننا لا نملك معاهد استراتيجية متخصصة لقراءة علمية متأنية لاختيار القادة الولاة المناسبين للولايات المناسبة.. فغالبا ما نكتشف بعيد تنصيب الوالي بأنه لم يكن الخيار الأمثل ..

و(الخازوق) إن أخضعت هذا الاختيار الخطأ لعملية انتخابية ستدفع لا محالة ثمنها الباهظ الجماهير والبلاد والتنمية والأجيال والمستقبل !!

وسأكون أكثر واقعية وأضرب مثلا بتجربة الوالي الفريق الهادي عبدالله في ولاية نهر النيل.. كرجل مناسب في مكان غير مناسب.. وهنا أستطيع أن أزعم أن الذين أرسلوا الرجل للولاية كان في خلدهم الحيثيات الآتية.. إن الرجل صاحب سبق وفضل في الثورة وانتهت صلاحيته في الوزارات السيادية والمركز ويجب تكريمه ولا يليق إرساله إلى المعاش.. أشك في أنهم قد أخضعوا المهمة التنموية الزراعية والاستثمارية التي ننتظرها الولاية لعمليات مقاربة بمقدرات السيد الوالي الذي تتمحور خبراته في الميادين السيادية والعسكرية.. بحيث كانت الولاية بحاجة لرجل اقتصادي بخبرات تراكمية مميزة في عمليات استقطاب استثمارات خليجية وعربية وعالمية.. ثم خبرات أخرى في المتابعة والتنفيز.. المهمة التي لا يجيد غيرها الوالي السابق البروف أحمد مجذوب !!

وثمة شي آخر في غاية الأهمية.. وهو يوم أن قدم سعادة الفريق الهادي لجماهير الولاية لانتخابه.. كان أكثر من تسعين بالمائة من الذين انتخبوه في حقيقة الأمر يبصمون على خيار حزبهم الأوحد وشجرة البشير.. وهذا ينطبق على معظم الولايات تقريبا.. إذن القصة برمتها تعيين وإن اختلفت سيناريوهاته وطرقه !!

يفترض يا جماعة الخير أن نتواضع كنخب سياسية ومدارس فكرية على قيام معهد وطني قومي لإعداد الولاة.. يستوعب فقط بعض الكوادر من غير المسيسين الحزبيين ليخضعوا لدراسات مهنية عالية في كل فنون الإدارة والاقتصاد والتخطيط والمتابعة و.. و.. وبهذا وحده نخرج الوظيفة الإدارية من أتون العمل السياسي ونخرج بلادنا من المماحمات الحزبية إلى آفاق التنمية والمستقبل.. ولهذا وذاك فالرأي عندي أن يُعيَّن الوالي ويُقال ويجلد كمان إن أخفق !!

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]