أبشر الماحي الصائم

أشواق خضراء


[JUSTIFY]
أشواق خضراء

لما كان الدكتور عبدالحليم المتعافي يحزم أشياءه ليرحل عن وزارة الزراعة الاتحادية تحت ضغط إعلامي كثيف.. كتبت إليه يومئذ بأن هذه الأحبار التي تسيل بغزارة والدموع التي تذرف بكثافة ليست لصالح زهرة الشمس ولا التقاوى بطيئة الإنبات ولا لأجل القطن المحور وراثياً ولا ولا.. فالقصة سيدي هي هي أنت.. رجل يدعي المتعافي أينما حلَّ حلَّ معه وطارده الإعلام.. فالقصة ليست الزراعة.. ودليلي على ذلك أن الإعلام سيرحل معك وسوف لن نسمع بعد مغادرتك الوزارة عن تقاوى مضروبة أو غير مضروبة.. وهذا ما يحدث الآن !!

وتلك قصة قديمة لازمت الرجل منذ ولايته على الخرطوم بحيث أصبح المتعافي من أكبر الممولين لخطوط ومينشتات الصحف !!

وبرغم أن الوزارة هي الوزارة والقوم هم القوم إلا أن السيد وزير الزراعة المهندس إبراهيم محمود اضطر للذهاب للإعلام أكثر مرة في عقر داره ليعرض بضاعته النضيرة .. وآخر خروج للسيد الوزير كان لبرنامج مؤتمر إذاعي الذي يعده ويقدمه الإذاعي الباهر الزبير عثمان أحمد.. وحتى تلك المعلومات الغزيرة المتدفقة عبر الأثير لم يحفل بها الكثيرون.. غير أن الرجل محمود قد أقام مع القطاعات الطلابية والشبابية شراكات برامجية ذكية لتدارك موسم الحصاد الذي تكاد تهزمه الأيدي العاملة.. فضلا عن مجهودات أخرى كثيرة لم تقتصر طموحاتها على الموسم الذي بين يدينا.. فقد تحركت وزارة الزراعة منذ وقت مبكر مع شركاء العملية الزراعية بما فيهم البنك الزراعي وتحت رعاية القصر الجمهوري.. وذلك للتحضير المبكر لموسم الشتوي المرتقب بما في ذلك تحديد المساحات التأشيرية والتمويل والتقاوى والآليات المستهدفة و.. و..

أتصور أن المهندس إبراهيم محمود قد تمكن خلال هذه الفترة القصيرة في وزارة الزراعة أن يحدث حراكا واختراقا مقدرين في العملية الزراعية.. غير أن ثمة سؤالاً يفرض نفسه حول تفاعل الإعلام في تحريك وتفاعل القطاعات الإنتاجية مع هذه الصحوة الزراعية.. فبقدر ما تضرر عصر السيد المتعافي من الجرعة الإعلامية الزائدة في المقابل تضرر عصر المهندس إبراهيم محمود من شح الإعلام.. فالميديا شريك أصيل في إنجاح البرامج والخطط وشحذ الهمم واستقطاب العمالة والرأي العام بطبيعة الحال ..

لماذا – والحال هذه – لا تتبنى وزارة الزراعة بالتعاون مع اتحاد الصحفيين السودانيين وإن شئت الأمن الاقتصادي.. دورة إعلامية زراعية متقدمة تفضي لصناعة أعلام زراعي إستراتيجي يكون شريكا أصيلا في صناعة العملية الزراعية؟ ذلك بدلا عن الحملات الموسمية التي تخضع للأهواء والأمزجة والشخوص وعينها على شباك التوزيع وليس على رفد الإنتاج الكلي ودعم الصادر ومن ثم الاقتصاد الوطني القومي!!

لو تجد الزراعة والثروة الحيوانية خمسة بالمائة مما تجده الأغنية السودانية في أجهزتنا الإعلامية من مساحة واهتمام.. ربما لتغير حالنا المأزوم.. فلو كانت لي ولاية على مواعيننا الإعلامية لاشترطت في خارطة برمجتها ما لا يقل عن برنامج يومي مخدوم يحرض السودانيين على الزراعة.. فلولا نفر من كل قرية ومدينة رجال سمر بأشواق خضراء لنملأ أرضنا أملا وعودا بعد ما ملئت جورا وبورا..

ولندق الصخر

حتى تنبت الأرض لنا زرعا وخضرا

ونروم المجد

حتى يكتب الدهر لنا اسما وذكرى

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]