احلام مستغانمي
من ذاكرة الجسد !

ذلك الموت الذي اخترنا له اسمًا أكثر إغراءً، لنذهب إليه دون خوف، وربَّما بشهوة سرِّيّة، وكأنّنا نذهب لشيء آخر غير حتفنا.
لماذا نسينا يومها أن نطلق على الحرِّيّة أيضًا أكثر من اسم؟ وكيف اختصرنا منذ البدء حرِّيّتنا.. في مفهومنا الأوّل؟
كان الموت يومها يمشي إلى جوارنا، وينام ويأخذ كسرته معنا على عجل. تمامًا مثل الشوق والصبر والإيمان.. والسعادة المبهمة التي لا تفارقنا.
كان الموت يمشي ويتنفَّس معنا.. وكانت الأيـّام قاسية دائمًا، لا تختلف عمّا سبقتها سوى بعدد شهدائها، الذين لم يكن يتوقّع أحد موتهم على الغالب.. أو لم يكن يتصوّر لسبب أو لآخر، أن تكون نهايتهم، هم بالذات، قريبة إلى ذلك الحدّ.. ومفجعة إلى ذلك الحدّ. وكان ذلك منطق الموت الذي لم أكن قد أدركته بعد.
” ذاكرة الجسد ”
[/JUSTIFY]
[/SIZE]
الكاتبة : أحلام مستغانمي



