جمال علي حسن

إيلا للخرطوم.. رجاءً لا تفعلوها


[JUSTIFY]
إيلا للخرطوم.. رجاءً لا تفعلوها

يبدو أن المؤتمر الوطني مصاب بوسواس الخوف من الدفع بأسماء جديدة كلياً وترشيحها أو تعيينها في مناصب دستورية.

لقد صاروا يترددون كثيراً في اتخاذ قرارات من هذا النوع.. وهذا مؤشر لضعف ثقة التنظيم إما في قدرات كوادره أو عدم الثقة في استمرار ولائهم وانتمائهم.. وأرجح الثانية لأن الحقيقة تقول إن المؤتمر الوطني حزب مليئ بالكوادر القيادية المتميزة المؤهلة لكنه يظل يحصر نفسه داخل مجموعة محددة من قيادات الصف الأول.. وقد يكون السبب في ذلك يعود لتجارب مزعجة مرت به هي التي جعلته يختار الابتعاد عن المخاطرة ويعتمد منهج (جناً تعرفوا ..) وهو المنهج الذي يجعل تجديد الدماء مجرد لافتة وشعار للاستهلاك الإعلامي ..

الحزب مصاب بمخاوف شاذة من التجديد.. ومصاب بوساوس مرضية تجعله يتجنب تحمل المجازفة والمخاطرة..

طابور طويل من القيادات المؤهلة والتي لا تنقصها لا القدرة ولا الخيال ولا الحكمة ولا أية ميزة من ميزات العمل القيادي لكن هذا الطابور سينتظر طويلاً جداً لأن هناك من يعلمون بأن القيادة متخوفة من الجديد ولا تريد تكرار أزمات حدثت في الماضي مثل أزمة الحكم التي حدثت في ولاية القضارف وجنوب دارفور.. وهؤلاء هم الذين ظلوا يغذون تلك المخاوف بالهمس في آذان متخذي القرار وبث الخوف من الشخصيات المرشحة للمناصب المختلفة وقد نجحوا بامتياز في الإبقاء على هذا الصندوق مغلقاً ومنكفئاً على نفسه وعلى أسماء محددة.. وظلت الحكومة تلعب بالتيم القديم والجن الذي تعرفه فقط..!!

نصيحتي لقيادات وكوادر الحزب الحاكم التي ظلت تنتظر الفرصة وتجلس تحت ظلال لافتة تجديد الدماء من أصحاب ماكينة والي.. وماكينة وزير اتحادي.. نصيحتي لهم أن يكسبوا وقتهم في قضاء أعمال أخرى فليست هناك فرصة متاحة أو استعداد لاتخاذ مثل هذه القرارات (المخيفة)..!

وكل هذا كوم.. لكن الخبر الذي أوردته (اليوم التالي) أمس كوم آخر وهي تنقل عن مصادر عليمة أنباء عن مغادرة والي البحر الأحمر محمد طاهر أيلا لمنصبه وتعيينه والياً للخرطوم.

نتنمى أن لا يصدق هذا التوقع لأن إيلا الذي رصف شاطئ بورتسودان وأقام مهرجانات السياحة والكافتريات المترفة في المدينة الجائعة هذا الوالي كان عهده في البحر الأحمر رغم هذا العمل الذي اعتبره البعض إنجازاً لكن عهده ظل مليئاً بالصراعات الجهوية والقبلية التي لم تهدأ أبداً.. وهذه هي الحقيقة التي نقولها ولو كرِه المُدَلِّسون.

أرجوكم لا تفعلوها فالخرطوم لا تحتمل.. لا تتخذوا مثل هذه الخطوة الخطيرة حتى ولو كان المنطق هو تعيين حاكم لولاية الخرطوم من خارج شريط النيل فلديكم خيارات أخرى كثيرة من أبناء كردفان والجزيرة ودارفور والبحر الأحمر وكل ولايات السودان.. خيارات لا حصر لها من القيادات القومية المؤهلة التي لا تحمل فيروس القبلية ولا يعشعش في ذهنها (خازوق) الجهة والعشيرة.. ستجدون شخصيات كثيرة من الأصحاء وطنياً.. اشكروا إيلا على جهده هناك وشواطئه وأنغامه لكن أبعدوه عن خيارات ولاية الخرطوم.. رجاءً.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد