أبشر الماحي الصائم

جمال الوالي.. يقلب المدينة رأسا على عقب


[JUSTIFY]
جمال الوالي.. يقلب المدينة رأسا على عقب

يُحكى في زمان غابر أن أحد أبناء قبيلة الهدندوة قد جاء إلى الخرطوم في أول زيارة له للعاصمة.. وتزامن مع زيارته اندلاع أغنية جديدة فرضت سطوتها على الشارع والمقاهي والأكشاك والإذاعة والجماهير.. فالخرطوم كلها يومئذٍ تكاد تهتف (البلال وين أنا قالو لي سافر).. فلما رجع الرجل إلى شرقه الأثير سألوه عن انطباعاته.. فقال وجدت الخرطوم كلها تفتش عن “رجل طافش يقولو عليه البلال.. البلال وين البلال وين” !!

ﻻ أعرف حدثا شغل الأسافير والمجالس والرأي العام الرياضي وغير الرياضي هذه الأيام.. مثل حدث انتقال لاعب الهلال بكري المدينة إلى صفوف نادي المريخ.. ليعيد التاريخ نفسه ويستدير الزمان كهيئة يوم حادثة انتقال اللاعب هيثم مصطفى.. وجاء في إفادات اللاعب نفسه التي أدلى بها من مكتب السيد علي الفادني.. ولقد سبق لي أن تعرفت على الرجل الفادني يوم أن شكلت صحيفة (اليوم التالي) لجنة قومية للمساعدة في جمع تبرعات لمنكوبي السيول الأمطار.. كنت لحظتها أمثل الصحيفة إلى جانب الأخ مزمل ونبيل غالي ومهدي المدير الإداري.. وكان الرجل الفادني رئيسا للجنة وكان سخيا في مساهماته لمنكوبي السيول.. ﻻ أعرف إن كان هذا الخبر يطرب منكوبي الهلال في فقدهم هذا أم لا.. فالشيء بالشيء يذكر.. على أي حال قد قال اللاعب المدينة أن الأمر تم ببساطة شديدة.. واندهشت أنه تعرض إلى تفاصيل دقيقة جدا وهو في طريقه إلى بيت السيد جمال الوالي الذي طلبه إلى التفاهم حول مسألة انضمامه إلى نادي المريخ … قال المدينة إنه وصاحبه الذي كان يرافقه قد تناوﻻ ساندويتشات بالقرب من منزل الوالي ولم ينس أن يقول إنها ساندويتشات أقاشي.. كان الرجل المدينة دقيقا جدا في سرده ولم يهمل تفاصيل التفاصيل.. على أن أمر انقلابه مائة وثماين درجة لم يستغرق دقائق بعينها، وبدا لي أن القصة بدأت من حيث انتهى عرض الكاردينال الذي تجمد في ثمانمائة ألف جنيه في الكف ومثلها في طائر.. غير أن مليارات السيد الوالي الحاضرة غير الآجلة فيما يبدو قد قلبت المدينة رأسا على عقب.. فالكاش يقلل النقاش.. وقديما قال أهلنا في البادية السودانية (البيع الحر دا يصر ودا يجر) !! وربما مثل بدوي آخر يكون الأبلغ في التعبير عن حالة اللاعب حين وقوعه في الشراك الحمراء.. أو قل تأدبا حين توقيعه.. وهو (الزول بونسو غرضو) لطالما قال اللاعب إنه يستجيب لرغبة شخصية مالية ملحة !!

فالرأي عندي بعد تكرار هذه التجارب التحولية من النقيض إلى النقيض.. أن تكون روحنا رياضية لمقابلة مثل هذه التحولات الكروية.. وهذا مبدأ أصيل في اللعبة ينزع إلى أدب الاحتراف.. فيجب الاعتراف والإذعان إلى رغبة اللاعب وطموحاته المادية.. فلا يعقل أن اللاعب المدينة الذي كان حتى الأمس محل هدير جماهير الموج الأزرق يصبح في رمشة عين.. يصبح ﻻعباً فقد كل قيمه الأخلاقية وفنونه الكروية، ومن ثم القطع بأنه لن يضيف شيئا إلى ناديه الجديد!!

بطبيعة الحال لن تقف طموحات اللاعبين عند محطة اللاعب بكري المدينة.. وإن فريقا كبيرا بقامة نادي الهلال السوداني الذي تعرف القارات السمراء والصفراء منها جوﻻته وصوﻻته.. لن يقف به التاريخ مكتوفا في المدينة.. فالأمة الودود الولود التي أنجبت المدينة قادرة بإذنه تعالى على تقديم ما هو أبهر.. وهنيئاً في المقابل لنادي الكتيبة الحمراء الذي أجاد (فن القنص) ﻻصطياد بعض غزﻻن الهلال النوافر !!

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]