فدوى موسى

الوالي في التالي


[JUSTIFY]
الوالي في التالي

انشغل الناس- كل الناس- في بلادنا في ما مضى من أيام بمتابعة ما يدور في أروقة وسرادق حزبنا الحاكم مركزيا وولائياً فيما يخص المؤتمرات واختيار الولاة، وكانت عين الإعلام حاضرة ترقب المشهد، وتقول إن هناك بصيص ديمقراطية حزبية، وها هم هؤلاء القوم الممسكون بمقابض ابواب الحكم يرشحون ولاتهم ويختارون خمسة أو ثلاثة منهم للاختيار القادم، ليكونوا ولاة في كامل شرعيتهم واختيارهم ولاة للزمن التالي، وبجرة قلم مسنود بحبر دستوري مسح كل ذلك الضجيج والهجيج، وعاد الأمر لطاولة السيد الرئيس ليكون الأمر تعييناً… النائب البرلماني الذي اقترح تعيين الولاة عندما صرح للإعلاميين أنه يدعو مؤسسة الرئاسة لحسم أمر الولاة بالتعيين، نظر إليه على أنه ربما كان يمزح، فقد كانت الأجواء محشودة بمتابعة زخم تلك المؤتمرات ودراما تفاصيلها، فكان تصريحه ما يشبه البعد والاستبعاد، ولكن يبدو أنه في دنيا السياسة الإدارية كل شيء وارد.. أين ذهبت (لستة اشتراطات الترشح لمنصب الوالي.. وأين سيذهب هؤلاء الطامحون في السلطة إن لم يشملهم نظر التعيين باعتبار كلنا نظن ) وإن بعض الظن اثم) إن الآيدلوجيات الحاكمة تقلل من وطأة التنافس الداخلي بين أعضاء الحزب الحاكم، ليقول أحد المرشحين «أنا أرى نفسي دون الآخر هو القوي الأمين، وأنا لا اتقدم عليه، لكن يبدو أن للأمر أكثر من محمل وطمع، وأن بعض أعضاء ومنسوبي الحزب الحاكم هم للطمع أقرب من المبدأ، وليس بخاف على قيادة الحزب أن بعض هؤلاء الذين كانوا في اكتاف الترشح لمنصب الوالي (التالي)، قد بدأوا في انفاذ حملات دعائية بل حتى الوزراء دخلوا في حلة العرض والاستعراض، (كما كانت حبوبتي رحمها الله تقول: «المعنى يعني أنا قاعد اتذكروني شديد»).

اتفقنا أو اختلفنا على مبدأ تعيين الولاة الراجح أن مؤسسة القيادة اقتنعت تماماً بفشل تجربة اختيار الولاة في إطار الحزب الحاكم، وأنها ستعمل على تعيينهم بعدأن أظهروا وسيظهرون بألوانهم وقبائلهم وجهوياتهم و(ما خفي كان أعظم)، ولكن تبقى أن يكون التعيين على مقاس (نسمو.. نتحاور.. نتصالح من أجل الوطن)، أو حتى على المستوى الأضيق (نقود الاصلاح نستكمل النهضة) أن تكون الاتجاهات العليا من أجل تعيين ذي طابع قومي، وفق رؤى أرحب دون الولوج في تجريب المجرب والمفوض للنتيجة الأخيرة.. فهل تلتقط القيادة المبدأ العملي للمرحلة المقبلة.. حيث أن المبادرة بسبب التنازل أفضل من تكرار التجارب التي عليها ملاحظات.

آخر الكلام: يبدو أن الديمقراطية أو الشورى في بلادنا تحتاج للمزيد من الإفساح ولو بطريقة ديمقراطية ممرحلة تبدأ بالتعيين، وتنتهي يوماً ما في زمان ما بالانتخاب والارتضاء، عندها يكون كل الأمر مجرد نظام حياة ونكون قد دخلنا (السستم).
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]