أبشر الماحي الصائم

شليل وين راح

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] شليل وين راح [/B][/CENTER]

وقفت مليا عند النداء الذي أطلقه السيد آدم حامد (الرمز الدارفوري الباهظ ورئيس مجلس الولايات السابق) والذي يدعو فيه بصوت عال إلى دعم القوات المسلحة ماديا ومعنويا.. على أن القصة برمتها حسب السيد حامد هي إنسان قبل أن تكون طائرات ودبابات.. كما لم يهمل الرجل الدعم بالرجال، وذلك بمزيد من عمليات التجنيد والاستقطاب ولا يحدثك مثل خبير.. فالرجل آدم يعد من أشهر رجالات المدفعية السودانية في الفترة الأخيرة وله صولات وجولات في ميادينها وأسلحتها و.. و..

ثم هل كانت مصادفة أن يشاركه رجل دارفور آخر ذات الشعور والانفعال.. أعني السيد إبراهيم بحرالدين الذي طرح هو الآخر عبر منبر المجلس الوطني معادلة مفزعة.. تقول بأن

رواتب المجندين التي تنشر في الصحف لا تتجاوز الثلاثمائة جنيه بينما يومية العامل في سوق الله أكبر قد ذهبت إلى السبعين جنيها !!

لحسن الحظ أن الذين ينادون بدعم الجيش هم من أبناء دارفور الخلص الذين جربوا كل الخيارات خلال عقد ونصف من نشاط الحركات المسلحة.. كما لو أن لسان حالهم تلك الأبيات الشعرية الأثيرة:

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد

على أن قرب الدار ليس بنافع

إن كان من تهواه ليس بذي عهد

ولعمري لقد بلغ الرجلان الدارفوريان بهذه النداءات القطعية الجهيرة مقام (السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب).. بطبيعة الحال أن عمليات دعم الجيش ورفع كفاءته القتالية فضلا عن رفع معنوياته الأدبية لن يكون على حساب الدوحة وعهد الانفتاح الديمقراطي فحسب، بل سيكون لمزيد من دعم المسارين التفاوضي والديمقراطي.. فلقد أثبتت الأيام أن مخرجات الدوحة وحدها لا تجدي، وإنما تحتاج لقوة تحميها، وكذلك الديمقراطية.. فيفترض أن الميدان الكبير الذي تلعب فيه الأحزاب وتمرح وتسرح.. يفترض أن يكون مؤمنا تماما لهؤلاء الرجال الثمانينيين الذين استمرأوا لعبة الكراسي !

وإن كانت لدى وجهة نظر متقدمة في ماهية وكيفية التأهيل العسكري.. بحيث أن الجيوش لم تعد تقاتل بكثرة وإنما بالتقنية.. فالأمريكيون على سبيل المثال قد ذهبوا بعيدا في فنون الحرب الجبانة.. والتي إما ان ترميك طائراتها من ارتفاع بعيد لا تصله كل المضادات.. أو أن يرسلوا إليك طيارة بدن طيار تدار تقنيا من مكان بعيد.. ونحن – والحال هذه – ومتمردونا يرهقوننا بالتحرك في هكتارات رملية وغابية مهولة ومتفرقة في بلد مترامي الأطراف ومتباين المناخات.. فحري بنا أن نقابتهم بالتقنية والتكنولوجية والرادارات التي تضعهم تحت أعيننا بطول وعرض تحركاتهم.. بحيث تستطيع في هذا الحالة أن تدير معاركك في كل الجبهات من داخل غرفة تقنية صغيرة ببرج مطار الأبيض أو الفاشر أو الدمازين.. وبعدها لا تحتاج أن ترسل لواءات لمطاردتهم فقط بإمكانك أن ترسل طائرة حربية واحدة لتنسف كل ما يدبرون ويمكرون !!

نحن على ثقة كبيرة أن استراتيجية جيشنا تستوعب كل ما قلنا وما لم نقل.. وفي المقابل تستهدف رفعة الجندي وتلبية كل حاجياته ومستلزماته.. ففي البدء يكون الجندي الشامخ ثم تأتي بعد ذلك (شليل وين راح أكلوا التمساح) أعني اللعبة الكراسية التي تتقنها نخبنا السياسية و.. و..

ثم لئن كانت الصحافة تمثل ضمير الأمة.. فنقول لكم خذوا من أموالنا وكرائم ثرواتنا ما شئتم لدعم الجيش.. فالعقل الجماهيري الباطني الذي نعايشه يوميا في قارعة الطرقات مشبع للآخر بفظائع سقوط الدول في يد الحركات الإثنية والمذهبية والمناطقية.. كما يحدث الآن في ليبيا واليمن وبلاد الرافدين.. تصبحون على خير.

[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]