أنا.. أنا

«1»
> .. وحادثة مواطن القصر أمس..
> ونهار الخميس نكتب حرفياً أن
: كثافة عمل المخابرات شيء يعني كثافة العمل المضاد.
> والعمل المضاد لا يكثر إلا بعد أن يجد ما يكفي لتجنيد مواطنين هنا.. تحت السخط.
> والسخط ما يصنعه هو جهل المواطن بما يجري حوله.
> وطبيعة الحرب تجعل الشرح مستحيلاً.
> والشرح حين يصبح مستحيلاً والسكوت مستحيلاً .. عندها تذهب الدولة لهدهدة المواطن بشيء يُسمى
: التغيير.
> الأسلوب الذي تعرفه كل حكومات الدنيا عدا حكومة غندور!!
> .. حديث الخميس كان بعضه هو هذا..
> .. وحادثة مواطن القصر تقع أمس.. ما يصنعها هو عدم التغيير.
> وعدم الفهم .. والسخط.
(2)
> وغندور عقله الضخم يفهم ما يجري.
> لكن عقل غندور يعجز عن فهم أنه لا يكفي أن يفهم غندور وحده ما يجري.
> .. وغندور طبيب وأهل السودان المريض الذين يجتمعون حول سريره ما يتعلقون به هو الأمل في طبيب جديد.
> لكن غندور يأتيهم بالثلاثين الذين فعلوا بالسودان ما فعلوا.
> وعقل غندور الذي يفهم (لماذا) لا يدرك خطورة أن يفهم المواطنون (لماذا)؟
> > وحادثة القصر صغيرة.
> لكن غندور لا يفهم ما يمكن أن تصنعه اتصالات اليوم بحادثة صغيرة.
> .. وأن حادثة رجل فرد تصبح حادثة ألف شخص.
> ومعركة الثلاثين ثانية تصبح = في الإعلام حرباً أهلية حول القصر ذاته =.
(3)
> قبلها انتخابات الولاة ينظر إليها الناس وهم يعضون الصخر.. ينتظرون التغيير.
> لكن الولاة يعودون.
> ويعودون بصورة تجعل الرئيس يذهب بهم جميعاً.
> والجراحة العنيفة التي تجري في شرق السودان أخيراً تصبح عملاً يتجاوز مهمة تغيير الوالي إلى تغيير سياسات تخاطب الداخل و(الخارج).
> وضيوف الخرطوم العشرين يلحق بهم ظهر أمس الرجل الثاني في بورتسودان.
(4)
> .. و(عناوين) نكتفي بها الآن حتى يفتح الله بالتفاصيل.
> والعناوين تصبح كلها كلمات في جملة واحدة.
> العناوين ما يجمعها هو أن الجهات كلها تدخل الآن معركة نهائية مجنونة.
> وحتى نهاية الأسبوع الماضي كان وفد مجموعة عقار يهبط إثيوبيا حتى (يلحق) شيئاً هناك.
> ومجموعة عقار في كمبالا (جقود وأحمد وكرشوم ويوسف الهادي) تتخبط.
> وأمريكيان وإسرائيلية بشعرٍ أحمر يضعون لعقار خطة المعركة في (سودا) لكن؟
> .. السؤال يصبح هو
: معركة.. لكن أين الجنود؟
> مثلها حزب البعث ينشق على نفسه هو يحدث عن (انقلاب أم ثورة شعبية)؟
ومثلها حزب عجوز آخر.
(5)
> الأمر يصبح هو
: حزب يشعر بضرورة التغيير.. الوطني.
> وقيادة تؤمن بالتغيير.. ولكن تغييرها يصبح هو الخيار بين «أنا» و(أنا).
> .. والتخبط يجعل أحزاباً مثل البعث والآخر العجوز كلهم يتحدث عن (الثورة).. دون جمهور.
> واختناق المواطن بين (أنا) و«أنا» يجعله ينظر دون دهشة لمواطن يهاجم القصر.
> .. هذا من هنا.
> ومن هناك.. الحزب ذاته يخمش خلية النحل الأسود في بورتسودان.
> ويستعد لخلايا أخرى.
> ويعصر حلقوم مخابرات أجنبية.
> وليس من باب الطرافة حادثة مستشفى شهير في الشرق.. ففي مستشفى هناك .. مواطن يلاحظ أن كبير الأطباء (مصري) يمسك بصورة الأشعة (بالمقلوب).
> والحادثة تشيع.
> في ساعتين كانت طائرة خاصة مصرية تقوم بإخلاء السيد (كبير الأطباء)!!!
> شعور المخابرات المصرية بالاسترخاء كان يبلغ هذا.
> المخابرات المصرية لعلها تفاجأ أن هي علمت أن السودان كان يعرف جيداً ما يجري.. وكان يسره أن يبقى كبير الأطباء في مكانه.
> بالمناسبة.. جابوا واحد جديد.
> .. يبقى أن الحركات الثورية سوف تملأ المواقع بأن (أبطال الثورة يهاجمون القصر الجمهوري في الخرطوم).
> ولماذا لايفعلون؟
> ومن يهاجم القصر (معتوه).. نعم.
> لكن لماذا تصنع الخرطوم أجواءً تجعل المعتوه شيئاً يطعم الأسافير إفطارها الشهي.
> والخرطوم تقول
: معتوه.. وتنتظر أن يصدقها أحد.
[/SIZE][/JUSTIFY]
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]

