فدوى موسى

صباح الخير مدرستي


[JUSTIFY]
صباح الخير مدرستي

اليوم جمعة… الهدوء يسود الشوارع.. الطلاب والطالبات يمارسون الركون إلى المنازل والاستهداء الى الراحة.. لاحظت أن (بنتي) تحب الجمعة والسبت جداً.. لأنهما يومي الإجازة حيث لا ازعجها بالاستيقاظ مبكراً من أجل اللحاق بالترحيل الذي دائماً ما يتأتى باكراً… لم يكن حديثي الدائم مهما عن همتنا في سابق عمرنا في التعامل مع المدارس.. حيث كنا نستيقظ فرحين ونقطع المسافات الطوال في طريقنا ذهاباً وأياباً لمدرستنا دون أن نبدي أي تضجر أو سخط.. احاجج (صغيرتي) وهي تتمنى أن يحدث طارئ لمبنى المدرسة ينجح ويتقدم للإمام.. لكنها تستميت أن الجميع يريد الإجازة والراحة لم تكن مستغربة الفكرة.. فقد لاحظت في الصغار أنهم ماهلون جداً مع الزمن يتعاملون ببرود زائد وربما بعض تماهي متعمد.. ولكنها تلجمني بقولها (ياأمي زمنا دا مازي حقكم انتي مادايرة تستوعبي..) لذلك اتعمد اليوم ان لا أوقظها حتى أرى حتى متى تمارس النوم والراحة والركلسة».

٭ واحد من عشرة

لحظات كثيرة ينتابنا فيها الإحساس بعدم الرضاء من النفس لدرجة بعيدة حتى أن الروح تتأفف من أسرار وإعلان تفاصيل ما يمور داخل النفس.. قد نتقبل بعضنا البعض صحيحاً على معيباً ولكننا نألم أن لم نجد ان مساحات التمرد الداخلي أصبحت رحيبة بما ينبغي ويكون.. ففي عالم اليوم أصبح هناك أكثر من مهرب ومخرج لجفاف الحياة.. ان نطير نخيلاً في عالم افتراضي في كل شئ على ما نحب ونرص.. ونتعمد أن لا نغوص في التفاصيل..

الحقائق لأنها جملة من التيقظ والانتباه.. والأصل ان عدم الرضاء جاءت من هذا الهروب المقنن.. آن الأوان أن نستيقظ من الحلم اللذيذ.. الذي تبقى لذاذاته كونه مهرباً من بؤس الواقع.. فهل غاية المنى أن نحلم؟؟

من هنا استلم بعض خيوط لعبتي للحياة الزهد الطامع.. ان تكون كل الحاجات جميلة بلا قبح ولكن كيف يعرف الجمال أن لم يزاور القبح الخيال والأرض.. كيف نستلذ عظمة الأخضرار ان لم نجد مسارب الجدب والجفاف على حقائق الوجود… شكراً لكك انك تحملني دائماً على اكتاف المحبة الاستضفاء وتودني أفضل من يمشي على الأرض ولكنني معطوبة ببعض القرائن والأحوال كما أنك ليست دائماًً في خصم الترغيب الهادي.. لا أقول لك إلا أن تحتمل المزيد فأنت تتعامل مع تلميذة ليست بذكائك ولا انفتاحك ونضحك فقط أعمل على إعادة الدروس والتكرار لعل وعسى ينفرج الأمر وانتقل من مرحلة الأساس إلى أعلى ومرآفي التخرج من مدارس المثالية المفرطة.. لابد أن يكون هناك التقاء وسطياً تتنزل فيه بعض الانحتاءات والإنكسارات.. ان تجاملني مرة أن تكون غبياً وان أجاملك مرة بالطموح لذلك..

آخرالكلام..

يا هذا فهمت درسك الأخير وأريد أن تقرر لي الانتقال للصف التالي واعلان حالة النجاح المؤقت ولو من باب الانكسار والخضوع لطلب تلميذة تتعلم انك صنديد في غير معركة.. فصباح الخير ايها المعلم وايتها المدرسة…
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]