زهير السراج

الموت مطراً


[ALIGN=CENTER]الموت مطراً !![/ALIGN] * قتلت الامطار طالبة جامعية ودمرت ثلاثمائة منزل وشردت مئات الاسر بولاية الجزيرة ولم يفتح الله على مسؤول واحد بكلمة مواساة واحدة لهؤلاء المواطنين دعك من العمل لانقاذهم وحمايتهم من الامطار التى تكهنت مصلحة الارصاد قبل أكثر من ثلاثة أشهر بأنها ستكون أكثر من المعتاد هذا العام !!

* ولا تزال الانقاذ تتكلم منذ عشرين عاما لم تسكت فيها لحظة واحدة عن الحديث عن محاسنها، وتوجيه الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال لحكام ما قبل الانقاذ بأنهم سبب بلاء السودان!!

* حسناً، حكام ما قبل الانقاذ هم سبب البلاء الذي تعاني منه البلاد، فأين الانقاذ التي قالت إنها جاءت لانقاذ العباد والبلاد قبل عشرين عاما، لتنقذ طالبة جامعية الآن (بعد عشرين عاما كانت ولا تزال فيها الانقاذ هي الحاكم الوحيد والمطلق).. من الموت (مطراً)، وحسب صحيفتى (الرأى العام والوطن) فإن مواطني حي (جزيرة الفيل) بودمدني الذين قاموا بنقل الطالبة وبقية أفراد الاسرة التي انهار منزلها الى المستشفى، انتقدوا بطء الاجراءات وغياب جهود الانقاذ والطوارئ بودمدني، وكلي ثقة أن ما أوردته الصحيفتان على لسان المواطنين هو قليل جداً من كثير قيل ويقال!!

* حكام ما قبل الانقاذ تركوا الناس يغرقون في السيول والامطار، ولكن ماذا فعلت الانقاذ لمواطني قريتي (محجوب والدباسي) الذين يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء الآن وينتظرون المزيد من المطر ليغرقهم بعد ان هدم منازلهم وشردهم فى العراء؟!

* حكام السودان ما قبل الانقاذ أغرقوا السودان في المشاكل والازمات والاستقطاب الاقليمي والدولي الحاد وكاد المتمردون في عهدهم أن يصلوا إلى مشارف الخرطوم، ولم يستخرجوا البترول وأوقفوا الناس صفوفاً لشراء رغيف الخبز والبنزين، وكانوا السبب في كل بلاوي السودان القديم والمتوسط والحديث!! كل هذا معروف ومحفوظ ومقبول ومعترف به إلى يوم الدين لأن التاريخ لا ينسى ولا يمحى ولا يتغير!!

* وحكام الانقاذ طبقوا الشريعة وطهروا الناس وحموا الخرطوم وكل السودان من التمرد وجاءوا بالسلام واستخرجوا البترول ورحمونا من صفوف رغيف الخبز والسكر والبنزين والسجائر ورصفوا الطرق والجسور وفعلوا كل ما فيه خير لهذا البلد!!

* كل هذا معروف ومحفوظ ومقدر ومسجل في صفحات التاريخ بمداد من ذهب لا يمكن أن يمسح أو يزيف أو يغير، وجاحد من يفعل ذلك، ولكننا نرجوكم ونتوسل إليكم أن ترحمونا الآن من الحديث عن مساوئ الآخرين ومحاسنكم، وتنتبهوا للذين ينهمر عليهم المطر ويدمر منازلهم ويأخذ أرواحهم ولا يجدون من يرفع عن رؤوسهم الانقاض وينقلهم الى المستشفى، وإن وجدوا من يفعل ذلك فلا يجدون في المستشفى من يسعفهم!!

* أرحمونا من الخطب وانقذونا من الامطار، جعلها الله أمطار خير وبركة عليكم وشرا على أعدائكم!!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،25يوليو، 2009


تعليق واحد

  1. دكتور زهير .. دمت بصحة وعافية ،،

    اراك وقد اعياك التعب تصرخ بكل ما تملك من صوت مطالبا الحكومة بايقاف هذه المسرحية الطويلة والمكايدات التي لا تنتهي الا لتبدأ بين الشريكين بينما الشعب يموت جوعا هنا وغرقا هناك ومرضا في مستشفياتنا العجيبة او يخطف من منزله او من الطريق العام او من مكتبه ويختفي اثره كان الارض قد انشقت وابتلعته ! ولا احد يرد على استغاثات اهله !! (هؤلاء الناس في شغلة تانية ما فاضين لينا ولا حاجة ) لما ينتهوا من هجليج وتداعيات ابيي يكون الشعب السوداني الفضل ده لحق امات طه على قول دكتور البوني !! ولسة الخريف جاي وحنسمع الماسي من داخل العاصمة ، غايتو صوتكم بح وريقكم نشف ، و عندكم اجران باذن الله .. اجر تبصير ولاة امرنا بحالنا .. (برغم انو ماجايب نتيجة مع الطناش الحاصل دة ) واجر التنفيس علينا قبل ما نلحق الزينين .. ودمتم .

  2. اقترح حلها زميلك وأخاك الرائع مثلك عثمان ميرغني بأن ترفع الحكومة عن مواد البناء رسومها وجماركها وجباياتها حتي يكون في مقدور الناس بناء بيوت تتحمل الامطار والاهوال وتقلبات الطبيعة ولكن و .. اه من لكن هذه الاولويات .. ترتيب الاولويات هي ماينقصنا وسنظل نرددها .. الانسان ياحكومتنا يجب أن يكون محور الاهتمام … ولكن كما قال الاخ الحزين رفع الله عنه كربة الحزن ديل مش فاضيين وجماعة الحركة أول ماراحت السكرة وجات الفكرة واتذكروا البترول اللي حيروح منهم قاموا للجقلبة ولكن نقول ليهم الحق أبلج كضوء الشمس وشوفوا غيرها ..
    الرحمة للطالبة والدعاء لاسرتها بعاجل الشفاء ولك دكتورنا العزيز أمنيات الصحة والعافية ولك الله ياانسان السودان العزيز الغالي …