فدوى موسى

فنان الشعب!


[JUSTIFY]
فنان الشعب!

أسماء لامعة لفنانين وشعراء أثروا الوجدان السوداني والساحة الفنية في جانبها الوطني، ومثلوا معيناً دائماً لها في ملمات الوطن، ما مر حدث وطني إلا ورن الخاطر الجواني بوردي، ومحجوب شريف، وهاشم صديق ملحمتة، ومحمد الأمين، وأم بلينة، وخليل اسماعيل، وغيرهم من أفذاذ صاغوا خارطة الوطن في قوميته ونضاله.. كُثرٌ هم فنانون وشعراء لا نستطيع أن نبحر في محيطهم ونذكرهم فرداً فرداً.. ترى هل ترك ذهاب بعضهم، وعبورهم، وانكفاء البعض وانسحابهم من الساحات الوجدانية هذا الفراغ الوطني «الإنساني».. ها هو التكريم الحقيقي للكلمة الصلدة القوية والإحساس الوطني الصالح يجد حقه، بعد أن حجز شاعر الشعب الراحل «محجوب شريف» لنفسه موقعاً مع كلمات التحرر في العالم في مزار «الكاتراز»، السجن الأمريكي الذي أصبح رمزاً يجسد قصائد الحرية في العالم.. شكراً «أي و أي أي» الفنان الصيني الذي أشرفه على النواحي الفنية للاستعراض الصوتي للقصائد بالسجن الأمريكي الذي أضحى رمزاً.. «كدا التكريم ولا بلاش» رحم الله محجوب شريف بقدر ما قدم للكلمة الحرة والنضال الوطني الخالص.. ما أحوجنا الآن لفنان الشعب وشاعر الشعب، فقد بات الشعب في مسيس الحاجة للتعبير عن الضيق والحنق، الذي ألم به وأقعده عن شعوب نالت استقلالها بعده، ولم يستطع الآن أن يكون في مصافها.. شاعراً وفناناً يشحذ الهمة، ويرتفع بها إلى عنان السماء ليسمو بها من وحل الصعوبات والاستياء.. فقد جرَّت السياسات المضطربة على جلد هذا الشعب الشوك وأدخلت الظروف الاقتصادية الأخيرة «الشعب في مضافرينو» كما يقولون العلاج مشكلة.. التعليم مشكلة.. المواصلات مشكلة.. فمن يترجم هذه المشاكل في جملتها «وجعاً أصيلاً» يفكك ترديده عسرة الاحتمال والاحتقان.. «أين الآن شعراء وفنانين الشعب».. أكيد أنهم موجودون ويحتاجون حرية التنفس بعيداً عن المنغصات.

٭ العمل العام!

«صديقتي» تقول العمل العام يتطلب الإخلاص دون الإفراط في الانغلاق والانغماس فيه.. بما أن الهمة أحياناً لا تفرق بين الوعي في تحديد الفواصل عند البعض فيما هو خاص وما هو عام.. يذوب الحد ما بين الإيمان القاطع في خدمة البعض لقضاياهم التي آمنوا بها وأعطوها من زمنهم الغالي والثمين، وما كان يفترض القيام به في حدود المعقول.. فهنيئاً لهم بما أخلصوا.. لأن الله يحب أن يتقن العبد العمل الذي يقوم به دائماً، والأصل أن إعمار الأرض يتطلب العمل والعيادة والإخلاص.. فلا يبئس الساعي وراء ذلك إن كان له جزيل العطاء أو الادخار إلى ما وراء عالم المادة المحسوس.

٭ آخر الكلام

عندما تحتشد الحياة بطيوف وسحنات مختلفة يبقى البحث عن الاحتمال فرضاً بينك والآخر.. وتحتاج للسان مبين تفصح به عن مكنوناتك.. لتقول ما يجيش بك ويعتمل بصدرك، فكيف بالشعوب في عالم اليوم المترع بالشقاوة والعذاب والارتحال والاستقرار.. إذن أين شاعرنا وفناننا.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]