فدوى موسى

أذهب إليها

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER][SIZE=4]أذهب إليها[/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR] أريد أن أهمس في أذنك.. لا.. لا، بل في عقلك.. دع عنك المعدة التي لا تكل ولا تمل.. فقد سئمت مرور المحبة عن طريق المريء.. ما أصعب أن تكون ضمن عصارة غذاء الإنسانية المتعدد في عضلية هذا الوعاء البيضاوي الشكل على بوابة الأثنى عشر الى أمعاء الهضم.. هضم حقوقي الوجدانية.. كثيراً ما اجتهدت في ملء هذه المعدة الناكرة للجميل… أوصوني بأن أكون (طباخة) ماهرة لأضمن طريق الوصول إلى قلبك.. ما أجبن هذا القلب الذي يخلط المعنويات بالمحسوسات المادية.. كم ملأت الوجبة بكل صنوف الخضار واللحوم والحلويات (بالمحمر والمشاوي) لعلّ وعسى أن أكون جداراً واقياً من اقتحام الأخريات… وكم هالني أنك فعلتها بكل استخفاف، ضننت عليّ بمعرفة الأمر.. الذي هو فارق في حياتي.. ليس أمامي إلا أن أصدر بياني الأول.. رقم واحد.. أنت منذ هذه اللحظة خارج خارطة طريقي.. لا وجود لك.. قلباً وعقلاً ومعدة… فلتذهب هناك.. حيث الأخرى.. أشكرك على هذه الرحلة العمرية الطويلة.. خمسة وعشرون عاماً كبر فيها كل من (رؤى وأحمد) ودخلا الجامعة.. وأنت تمارس الإعتيادية معي كأنك لم تدخل حياتك أسرة أخرى.. لماذا لم تخبرني وأنت تطبق مبدأ التعدد؟.. هل لأنك تخاف فقدي؟.. لا.. لا، بل لأنك أجبن من أن تواجه ما أقدمه لك من حياة مملؤة طاعة وذوقاً أيها الخبيث.. خبيث لأنك استطعت أن تجعل مني «موهومة» طيلة الخمس سنوات الأخيرة التي كانت فيها الأخرى تمارس تفاصيل الحياة النهارية.. يا خيبتي كنت أظنك هناك في دور العبادة أو في اجتماعاتك التي لا تنقطع وما علمت أن الاجتماع لم يكن حضوره إلا الأخرى.. أشكرك على قدرتك التمثيلية الرائعة الفائقة.. فكم كنت حضوراً بهذا المنزل الذي شهد أكبر كذبة في تاريخ حياتي.. أشكرك «يا أبو أحمد» «يا أبو رؤى» على ما أهديتني إياه جزاء إخلاصي واجتهادي معك.. كم أذكرك وأنت تضع «قريشاتك» على ما ورثته من أهلي لتؤسس هذه الشركة الناجحة التي تنعم منها الأخرى.. رجائي أخرج من حياتي.. لا يهمني الآن ما تقوله من تبريرات.. فقد فقدت عندي كل مدخل للعودة وكل مدخل صدق.. أرجوك لا تعطي نفسك الحق في التماس البقاء معك بعد هذه الطعنة النجلاء.. ماذا تريد مني أن أفعل أو أقول وأنت تضمر في أحشائك هذا السر وتمارس معي الحميمية والمودة.. ما أبشع إحساسي الآن وأنا أحاول أن تذكر كيف كنت مستغفلة كل هذه المدة الطويلة تحت مظلة أنك رب الأسرة الصميم الذي لا يكذب أهله… أطلب منك وريقتي.. وحل أسري من قيدك.. لماذا تتمسك بي الآن؟.. أنا لا أستطيع الآن أن أتحمل رؤية وجهك.. الذي أحسه مثلاً لأقبح القسمات والتفاصيل.. دعني ربما كانت لي حياة أخرى أكثر صدقاً وشفافية. آخر الكلام: هكذا كانت كلماتها له وهي تعلم للتو بأمر زواجه من أخرى منذ خمس سنين.. «أخرج.. أخرج من حياتها…».

سياج – آخر لحظة التاريخ 26/07/2009 العدد 1068
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد