فدوى موسى

ما بين المدرسة والحال

[COLOR=blue]ما[ALIGN=CENTER] [SIZE=4]بين المدرسة والحال[/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR] الحيرة تأخذ بلباب عقلها.. لا أحد يعرف كيف تدير «ليلى» شؤون أسرتها.. فقط يرونها تخرج صباحاً تحمل «عدة الشغل» وتعود مساءً.. تخلو غرفة «الجالوص» طوال اليوم من القاطنين.. والحيرة تراود «ليلى» ذلك اليوم وهي تعتزم الذهاب إلى مدرسة ابنها الذي طالبوه بحضور ولي أمره.. جاءت باكراً وضعت عند مدخل المدرسة أشياءها لعلها تدرك يومية عملها بعد أن تقابل مديرة المدرسة.. تهللت آمالها عندما جاءت المديرة باكراً.. «أهلاً مرحب.. خير يا أخت».. «السلام عليكم الست المديرة.. أنا أم الطالب يحيى».. و«والله طبعاً يحيى دا طالب متميز لكن الأيام دي غيابه كتر.. يعني بيجي يوم ويغيب يوم.. عايزين نعرف السبب شنو.. عشان كده رسلنا ليكم دون علمه، وبالمناسبة شكلو كدا اليوم ما جاي المدرسة».. الدهشة والحيرة تأخذ بتلابيب عقلها «يا ربي الحاصل شنو».. «خلاص يا الست أنا بشوف الموضوع شنو وبجيكم توروني أعمل شنو».. لأول مرة ليلى تحمل «عدة الشغل» بلا همة.. كأنما خنجر قد غرس في أوصالها العميقة ومرت تفاصيل اليوم بعد ذلك كما ألفتها.. وما أن وصلت البيت حتى بادرت يحيى بالسؤال «عامل كيف في المدرسة».. «تمام يا أمي».. «عاد تمام بي وين.. وإنت غائب طوالي..».. «عرفتي من وين».. «عاد بنفع تكضب على أمك».. «ما قالوا ليك أنو مستواي ممتاز في القراية..».. «طيب مالك بتغيب يا وليدي.. بتمشي وين النهار كلو».. «يا أمي براك شايفة الحال وإنتي ما بتقدري براك على كل شيء.. وأنا ما بحب أتقل عليك بالطلبات والمصاريف عشان كده يمة أنا بشتغل مع الطيب الميكانيكي يوم من بعد يوم هو راجل فاهم الظروف ما قاعد يقصر معاي».. «سجمي يا وليدي.. شن فايدة حياتي ومرقتي من الصباح لأنصاص الليالي.. الترابة في خشمي أكان ما قريت ودخلت الجامعة».. «يمة قولي بسم الله وختي الرحمن في قلبك.. أنا تب عوجة ما بعملها وإن شاء الله الجامعة بخشها.. بس أرضي علي.. وأنا ما بقصر في الدروس البتفوتني..». آخر الكلام: كررت نفس المشوار الصباحي للمدرسة ولكنها بادرت المديرة بسؤالها «يحيى مستواه كيف هسه».

سياج – آخر لحظة التاريخ 27/07/2009 العدد 1069
fadwamusa8@hotmail.com

‫2 تعليقات

  1. حقيقة هذا المقال استفز مشاعرى اولا كمعلم عمل فى حقل التعليم ثانيا كما قال عمر بن الخطاب لوكان الفقر رجلا لقتلته … ثالثا هذه حال الغالبية العظمى من الاسر السودانية المكافحة والماسكة على الجمر والرابعة تحية خاصة للامهات الذيين يفنون زهرة شبابهم يضحون بدون مقابل واحيانا يدفنون فى الثرى ولا يجنون ما حصدوا ويتقدم بهم العمر ولا نتيجة ولكن هى الحياة تمضى جيلا بعد جيل وهذا هو العالم الثالث الذى لا يوفر ابسط مقومات الحياة لاجيال الغد لكن هى اقدار الحياة وامر الله حتى يغير الناس بانفسهم …. التعليم هو عصب الحياة ولابد من اعادة الامر مرة اخرى فى عجلة الاقتصاد ودراسة حال الاسر التى تواجه اقسى الظروف فلنحلم فقط بتقليل الفقر لا ازالة الفقر لان ذلك نوع من اليوتبيا نتمنى فقط وانتى ككاتبة ان نؤسس منظمة خيريية لمساعدة الاسر الفقيرة فى المدارس ولقد فعلنا ذلك من فى بعض المدارس من خلال مجالس الاباء وثقى يا اختى الكريمة ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا وان رحلة الالف ميل تبدا بخطوة واحدة الصحفى عندما يتبنى ما يكتب يعنى انه يؤمن بما يكتب لا الكتابة فقط من اجل الكتابة او ما يتقاضاه من مرتب فيما يكتب ولكن ان يكن له فكرة كما فعلها من قبل الاستاذ مصطفى امين اتمنى وارجو من الله ان تولى الامر اهتماما وان تكون صدق الكلمات كصدق العمل ولقد كتبت من قبل بالنسبة لالطفال مصابى السرطان ولكن لم اجد اى اذن صاغية ولا حتى رد لما كتبت اتمنى منك ان تولى هذا الامر عناية من طرفكم وتاسيس مثل هذا العمل له اجر فى الدنيا والاخر لا المسالة فقط طرح حال للقراءة ليصبح القلم ادة محركة لا اداء يكتب بها فقط اتمنى وابلغ واسال الله ان يكون هذا الطرح نرى ثماره لا تكون مقالة لا معنى لها فقط لملا صفحة فى جريدة او مجلة او موقع الكترونى فيا اختى املى فى الله وفيك ان تردى ذلك عملا له معنى العمل الطيب كشجرة طيبة تؤتى اكلها كل حين اكرر واكرر لا تتجاهلى ما علقت وفقط اولى اهتمامك فى الموضوع لان الاجر يبدا من هنا ما دام قد كتبتى ذلك واتمنى ان لا تكون مجرد كلمات تذرها الرياح

  2. الاستاذة فدوى
    تحية طيبة :
    اولا اريد اصحح معلومة الاستاذ عبد الكفيل عن المقولة (لو كان الفقر رجلا لقتلته) قالها الامام على كرم الله وجهه :
    اما بالنسبة للمقال والله فطر قلبى وخلانى ارجف و اقول لو كنت مسؤلا عن التعليم ولا اريد لما كان وصلت الحال الى هذه الالام فنقول منو المسؤل ….. منو المسؤل